أكدت الحكومة المغربية أنّ موقفها من قناة "الجزيرة" الفضائية لم يتغيّر، وأنّ المطلوب من القناة أولاً "أن تعتذر للشعب المغربي عما ارتكبته من أخطاء جسيمة بحقه"، وأوضحت أنّ هذا الشرط "جوهري" لأي تجاوز للإشكال الحاصل بين القناة والحكومة المغربية في الوقت الراهن. "" وأوضح وزير الاتصال والناطق الرسمي باسم الحكومة، خالد الناصري، في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ الحكومة لم تخطئ في حق الجزيرة، وأنّ البادئ بالخطأ هو القناة، وهذا يتطلب خطوة أولى منها، حسب تعبيره. وقال الناصري "موقفنا من قناة الجزيرة الفضائية واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، الجزيرة ارتكبت أخطاء جسيمة في حق الشعب المغربي ورفضت الاعتذار، وتحاول الالتفاف على الموضوع بالإيحاء بأنها إنما كانت تردّد ما تناقلته بعض وسائل الإعلام، وهذا تحايل على الواقع، لأنها هي أول من أذاع الخبر الزائف، وأخبرتها الجهات الرسمية قبل نشر الخبر بأنه زائف، ومع ذلك أصرّت على ترويج الخبر وهي تعلم أنه كاذب، وحتى بعد الموقف الرسمي استمرت في الترويج له قائلة بأن أوساطا حقوقية تقول إن هناك قتلى"، على حد وصفه. وأشار الناصري إلى أنّ الحكومة المغربية تنتظر موقفا من قناة "الجزيرة"، وقال "ضميرنا مرتاح في تعاملنا مع الجزيرة، وموقفنا لن يتغيّر، ننتظر أن تعتذر للمغرب لأنها ارتكبت في حق الشعب المغربي خطأ جسيماً، لأنها كانت تحرِّض من كان مستعداً للتحريض ضد استقرار البلاد"، معتبراً أنّ "هذا خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وهذا هو موقفنا، والكرة في ملعب الجزيرة وليست في ملعبنا"، كما قال. هذا وشنّ الصحافي المغربي عبد الكريم الموس هجوما لاذعاً على القناة، في مقال له، نشرته "وكالة المغرب العربي للأنباء"، تحت عنوان "أكاذيب قناة "الجزيرة" الصارخة المكشوفة للعيان". واعتبر الموس أنّ القناة "تصرّ وتتمادى في إصرارها على رفض الاعتراف بأنها سلكت على نحو فادح نهجاً خاطئاً بخصوص روايتها لأحداث سيدي إفني، في حين أنها لو سلكت نهجاً معاكساً لكان سيمكنها من التكفير عن هفواتها المهنية التي أصبح معترفاً بها اليوم من قبل حتى أقوى مناصريها"، وفق ما ذهب إليه. وذكر الموس أنّ قناة "الجزيرة"، "وللتبرؤ من هذه الكوميديا الإعلامية المتمثلة في تقديم أرقام حول جثث وموتى وهميين؛ أصدرت بلاغاً مليئاً بالأكاذيب جعلها تغرق في كوميديا حقيقية تندرج في منطق التصعيد واللجوء إلى البحث عن كبش فداء. وعندما ندرك أنّ كبش الفداء الذي وقع عليه الاختيار هذه المرة لم يكن إلاّ الضحية؛ أي المغرب، نفهم بسهولة سبب اندفاع وحماسة مسؤولي الجزيرة بل وتهوّرهم إلى درجة يصعب معها تبرير موقفهم فبالأحرى الدفاع عنه"، على حد تعبيره. وأوضح "الموس" أنّ "الجزيرة" التي أرفق لها صفة "القطرية"، "أمام عجزها عن جمع أدلة مقبولة اختارت الهروب الى الوراء"، وقال "إنها حكاية ذلك المحتال الذي وجد نفسه مطوّقاً من كل جانب، فلم يكن بوسعه إلا أن يرهن مصيره للمجهول"، وفق ما كتب.