نحن ننافق أنفسنا في مناسبات كثيرة . نقول بألسنتنا أشياء لا نؤمن بها مطلقا ، ومع ذلك نعتقد أن ذلك شيء عادي ، وهذا هو العجيب في الأمر! أغلب الذين يفكرون في الزواج من الذكور مثلا ، عندما تسألهم عن "المواصفات" التي يريدونها أن تتوفر في شريكة الحياة المستقبلية يقولون لك بأنها يجب أن تكون محتشمة ومتدينة ومتعلمة وذات خلق حسن ، وعندما تسألهم عن الجمال يقولون لك بأن جمال الروح هو الأهم ، أما جمال المظهر فلا يهم كثيرا ، وهذا ينطبق على الذكور والإناث على حد سواء . مزيان ، حتى هاد القضية زوينة ، ولكن فيها بزاف ديال النفاق! يجب علينا أن نكون واضحين مع أنفسنا بما فيه الكفاية . الجمال شيء يعشقه الجميع ، من أجله سهر الشعراء الرومانسيون ليال طويلة كي يكتبوا قصائدهم الغزلية الساحرة ، ومن أجله أفنى مصممو الأزياء وصانعو الإكسسوارات والعطور حياتهم من أجل جعل الإنسان أكثر رونقا وجمالا ، وبعد كل هذا يأتي البعض ويقولون بأن جمال المظهر لا يهم ! ليس هناك رجل واحد لا يتمنى أن يرتبط بامرأة جميلة ، مثلما لا توجد امرأة واحدة لا تحلم أن ترتبط برجل وسيم ، حتى أننا نسمع كثيرا عن أشخاص سقطوا في غرام الممثلين والممثلات الوسيمين الذين يشاهدونهم في الأفلام السينمائية ! هادشي علاش كانشوفو اليوما بأن الشخصيات العالمية التي تتمتع بشعبية كبيرة جدا لدى الناس تنتمي في الغالب إلى عالم الفن والرياضة ، علاش ؟ حيت الناس ديال هاذ جوج ديال الميادين يكونون وسيمين جدا ، ويتمتعون بفورمات كاتحمق ! لذلك فإن الذين يقولون بأن جمال المظهر يعتبر شيئا ثانويا بينما جمال الروح هو الأهم ليسوا سوى منافقين يكذبون على أنفسهم ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ! هؤلاء يجب عليهم أن يعرفوا بأن امرأة العزيز الذي كان ذات زمان حاكما على مصر ، سقطت في غرام النبي يوسف عليه السلام وطلبت منه أن يضاجعها فقط لأنه يتمتع بجمال خارق للغاية . "" صحيح أن هناك أزواجا لا يتمتعون بأي نصيب من الجمال يعيشون في سلام تام ، ويحبون بعضهم البعض ، لكن كل واحد منهما عندما ينظر إلى الآخر يتمنى لو كان جميلا ووسيما ، وهذه هي الحقيقة التي يحاول الكثيرون أن ينكروها . ولكنها ترفض ذلك ! المغني البلجيكي الكبير جاك بريل ، كانت لديه صديقة تعشقه إلى حد الجنون ، مثلما تعشقه آلاف من النساء عبر العالم ، هذه الصديقة اعترفت بأنها كلما تأملت وجه جاك ، كانت تقول مع نفسها يا له من رجل بشع ! ولكنها مع ذلك تحبه . المهم هو أنها كانت ستكون أكثر سعادة لو أن جاك كان وسيما . في الماضي ، عندما كانت الحياة أقل تعقيدا ، كان هناك هامش من الحرية في اختيار شريك الحياة ، لذلك كان جمال الوجه واحدا من أهم الشروط التي لا بد أن تتوفر في شريك أو شريكة العمر . دابا هادشي ما بقاش ، ليس لأن الناس لم تعد تعشق الجمال ، بل لأن الحياة صارت معقدة لدرجة أن الواحد يمكن أن يتزوج حتى بعجوز في السبعين من العمر إذا كان لديها ما يكفي من المال لكي تضمن له حياة مريحة . هاهي بوادر الحقيقة المرة بدأت تظهر ! في إعلانات الزواج التي تنشرها الصحف والمجلات ومواقع الإنترنت ، صار الباحثون والباحثات عن إكمال نصف دينهم يبحثون عن مواصفات أكثر أهمية : التوفر على منصب شغل قار ودخل محترم أو الانتماء إلى أسرة غنية يأتي في المرتبة الأولى . ماشي حيت الجمال ما بقاتش عندو قيمة ، بل لأن الحياة ولات صعيبة بزاف ، لذلك يمكن للواحد أن يتزوج حتى قردة إذا كانت ستأتي له براتب محترم على رأس كل شهر ! ولعل الشبان والشابات المغاربة الذين يرتبطون بالعجائز الأوروبيين عندما تسألهم لماذا ارتبطوا بعجائز تغزو التجاعيد العميقة وجوههم المترهلة يقولون لك بأن جمال الروح هو الأهم . هل هناك نفاق أكبر من هذا ؟ أودي غير خرجو ليها نيشان ، وقولوا بأن أوراق الإقامة في الخارج هي الأهم ! الجمال نعمة من الله تعالى يهبها لمن يشاء ، من حظي منه بنصيب فعليه أن يحمد الله على ذلك ، ومن لم يحظ بأي نصيب فعليه أن يحمد الله على كل حال ! أن ترتبط بشريك ليس له نصيب من الجمال فهذا في حد ذاته ليس عيبا ، العيب هو أن تقول بأن جمال المظهر شيء بلا قيمة ، لأنك بكل بساطة تتمنى في قرارة نفسك لو تتزوج توتة فاتنة أو رجلا وسيما ، ولكن الغالب الله . إيوا راه مزيان الواحد يكون صريح مع راسو ، لكي يعيش بدون عقد نفسية ، ويجنب نفسه الانتماء إلى حزب المنافقين الذي يتمتع بشعبية كبيرة ولديه ملايين من المنخرطين والمناضلين في بلادنا! almassae.maktoobblog.com