يدخل منتخبا غانا ومالي نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 التاسعة والعشرين لكرة القدم المقررة بجنوب إفريقيا (19 يناير -10 فبراير) كأبرز المرشحين لتجاوز الدور الأول٬ فيما يلعب منتخبا النيجر والكونغو من أجل خلق "المفاجأة" وبعثرة أوراق منتخبات المجموعة الثانية . -- نجوم غانا والسعي لتحقيق الحلم الذي طال انتظاره: قبل عامين٬ أبهر المنتخب الغاني عشاق الساحرة المستديرة بالعروض القوية والرائعة التي قدمها في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا ٬ في ثاني مشاركة له حيث شق طريقه بجدارة إلى دور الربع ليصبح بذلك ثالث منتخب إفريقي يبلغ هذا الدور بعد منتخبي الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 . بيد أن "النجوم السوداء" ورغم إنجازها غير المسبوق٬ ستكون في حاجة ماسة إلى إثبات وجودها مجددا بين المنتخبات المشاركة في الكأس القارية . فعلى مدار ثلاثة عقود متتالية فشل فريق "النجوم السوداء" في إحراز اللقب للمرة الخامسة في تاريخه بعد 19 مشاركة. وكان المنتخب الغاني أول المنتخبات التي تحرز اللقب القاري أربع مرات وذلك سنوات 1963 و1965 و1978 و1982 قبل أن يغيب عن منصة التتويج على مدار 31 عاما متواصلة رغم استضافته لنهائيات دورتي 2000٬ التي نظمها بالتشارك مع نيجيريا٬ و2008. وباتت مهمة الجيل الجديد من اللاعبين٬ الذي يحمل على كاهله مسؤولية استعادة أمجاد المنتخب الغاني٬ أكثر صعوبة خاصة مع اعتزال جيل التسعينيات بقيادة عبيدي بيلي وأنتوني يبواه والذي لم ينجح في رفع الكأس٬ رغم أنه كان أكثر أجيال "النجوم السوداء" قدرة على تحقيق ذلك. وتبدو حظوظ غانا أوفر لتصدر المجموعة ومواجهة أحد منتخبات المجموعة الأولى التي تضم المغرب وجنوب إفريقيا (البلد المنظم) وأنغولا والرأس الأخضر في دور ربع النهاية. -- نسور مالي تحلم بالتحليق عاليا في سماء جنوب إفريقيا: لئن كان المنتخب الغاني مرشحا فوق العادة على الأقل لتخطي عقبة الدور الأول٬ فإن المنتخبات الثلاثة الأخرى وفي مقدمتها منتخب مالي لن تتنازل عن حقها في انتزاع تأشيرة المرور للمحطة الموالية. ولاشك أنه بعد فشل منتخب مالي في عبور الدور الأول في دورتي 2008 بغانا و2010 بأنغولا وبعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ نهاية دورة 2012 بغينيا الاستوائية والغابون٬ لم يعد أمام "النسور" سوى التوقيع على مشوار موفق في الدورة الحالية. ويقتصر رصيد المنتخب المالي قاريا على سبع مشاركات سابقة في كأس الأمم الإفريقية لكنه نجح في فرض ذاته بقوة في الدورات الماضية وبالأخص الأخيرة التي بلغ فيها نصف النهاية واحتل المركز الثالث بعد تفوقه في مباراة الترتيب على منتخب غانا أقوى منافسيه حاليا في المجموعة الثانية (2-0). وتبدو حظوظ أشبال المدرب باتريس كارتيرون جيدة في العبور إلى الدور الثاني بعدما كانت القرعة رحيمة به وأوقعته في مجموعة متوازنة وسيسعى إلى انتزاع ثلاث نقط الفوز في أولى مبارياته قبل مواجهة المنتخب الغاني٬ المرشح بقوة لتصدر المجموعة بل لنيل اللقب. -- منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية وحلم بلوغ الدور الثاني: إذا كان المنتخبان الغاني والمالي مرشحين فوق العادة٬ على الورق لعبور الدور الأول٬ فلا يجب إسقاط منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية٬ الذي يعد واحدا من منتخبات القارة التي كانت لها مكانتها على الخريطة الكروية بالقارة السمراء٬ من الحسابات. ويعد منتخب جمهورية الكونغو الديمقراطية واحدا من المنتخبات الإفريقية التي نالت شرف الفوز بالكأس الإفريقية مرتين عامي 1968 بإثيوبيا و1974 في مصر ويسعى بقيادة مجموعته المتجانسة إلى الظهور بوجه مشرف في الدورة الحالية خاصة وأنه بلغ المربع الذهبي مرتين في 1998 حيث احتل المركز الثالث بتغلبه في مباراة الترتيب على منتخب جنوب إفريقيا (4-1 ض.ج) وسنة 1972 ٬ التي اكتفى فيها بالمركز الرابع بعد انهزامه أمام منتخب الكاميرون (5-2). وتتشكل التركيبة البشرية للمنتخب الكونغولي من مزيج من اللاعبين المحترفين والمحليين٬ غير أن تحقيق التوازن وإيجاد التجانس يبقى هاجس المدرب الفرنسي كلود لوروا٬ الذي يؤمن بأن لاعبا محليا موهوبا أفضل من لاعب محترف متوسط المستوى. -- النيجر يشارك لثاني مرة من أجل خلق "مفاجأة تاريخية" وقلب الموازين: على غرار جميع المنافسات الرياضية٬ تكتسي نتيجة المباراة الأولى أهمية قصوى بالنسبة لكل منتخب تتمثل في السعي إلى ضمان بداية مشجعة ومواصلة المشوار من موقع قوة وهو ما يتطلع إليه منتخب النيجر٬ الذي يعتبر على الورق الحلقة الأضعف في المجموعة الثانية٬ على الرغم من خلقه مفاجأة من العيار الثقيل بتأهله إلى النهائيات على حساب إحدى القوى الكروية العريقة وهو المنتخب الغيني (انهزم 0-1 ذهابا وفاز 2-0 إيابا)٬ لكن ورغم هذا الإنجاز فإن مواصلة المغامرة في النهائيات يتطلب جهدا أكبر خاصة وأن النجاح في الإقصائيات اعتمد نسبيا على إخفاق المنافسين والتقصير في آدائهم. وشارك منتخب النيجر في النسخة الماضية لأول مرة في مسيرته وخرج من الدور الأول بعد أن تلقى ثلاث هزائم متتالية أمام منتخبات الغابون مستضيف الدورة 0-2 وتونس 1-2 والمغرب 0-1 ولا يتوقع له أكثر من ذلك في المشاركة الحالية .