قال الدكتور إدريس الكرينِي، أستاذ الحياة السياسية ومدير مجموعة الأبحاث والدراسات الدولية حولَ إدارة الأزمات بجامعة القاضي عياض، إنَّ تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران قبلَ سنةٍ من الزمن، تمَّ في سباق محموم مع الزمن لاحتواء تداعيات الربيع العربي على المغرب، كما أن السرعة القياسية التي قوربت بها المرحلة حسبَ الباحث، أفرز تحالفات هجينة، كما هو الشأن بالنسبة إلى G8 الذي ضمَّ أحزاباً من حساسياتٍ مختلفة. وأردفَ الأكاديميُّ المغربيُّ في حديثه لهسبريس، أنَّ التحديَ الأكبر الذي فرض نفسه أيضا أمام الحكومة إلى جانب التحديات الاجتماعية والاقتصادية الكبرى وتلك المرتبطة بترجمة المقتضيات الدستورية على أرض الواقع؛ هو مدى القدرة على المحافظة على تماسكها، الموسومِ بالهشاشة، المتبدّية عبر خروج أطراف من داخل الأغلبيَّة الحكوميَّة بخطابٍ معارض، ووسطَ تنامِي الانتقادات الموجهة للحكومة من داخل أطرافها، بشكلٍ يفرغ المسؤولية التضامنية للحكومة من أهميتها؛ كما يشوّش على عمل المعارضةَ، وفق الأستاذ لكريني، الذي عدَّ مطالبة حزبِ الاستقلال بإجراء تعديلٍ حكوميِّ أمراً لهُ مسوغات موضوعيَّة إذا ما علمنَا أنَّ التدبير الحكوميِّ بعد سنة من الأداء قد شابتهُ اضطرابات عديدة تفرض المواكبة؛ علاوة على التمثيلية المتدنية للمرأة في الحكومة. ورأى الباحثُ أنَّ مطالبة الاستقلال بإجراء تعديلٍ حكومي، نتيجة طبيعيَّة، لما تمخضَ عنهُ المؤتمر الأخير لحزب الميزان، الذي اختير فيه الأمين العام بناءً على برنامجين ومرشحين اثنين، وأفرز نخبا جديدة؛ وهوَ ما جعلَ الحزب يشعر اليومَ بأنهُ في موقعِ قوة يسعَى معهُ إلى الظفر بحقائب تسمحُ له ربح بعض النقاط السياسية بدلَ أن تسندَ إليه بعض القطاعات التي لا تؤهلهُ إلى الاضطلاعِ بدورٍ كبير.