قالت عائشة الشنا، رئيسة جمعية التضامن النسوي، إن مريم العذراء هي المرأة الوحيدة التي أنجبت المسيح عن طريق معجزة، كما جاء في القرآن والإنجيل. كلام الشنا جاء في سياق تذكيرها بتاريخ جمعيتها التي أنشأت سنة 1985، زمن قالت عنه رئيسة الجمعية إن الحديث فيه عن الأمهات العازبات كان مسألة محرمة تماما. "ماما عائشة" كما يحلو لأطفال جمعيتها أن ينادوها استرجعت في الندوة الصحفية التي نظمتها قناة "ميدي 1 تي في" عشية الثلاثاء بالدار البيضاء، (استرجعت) ذكرياتها الأولى والمسببات التي دفعتها لتأسيس جمعية التضامن النسوي، مستشهدة بأم أنجبت خارج إطار الزواج، انتزع طفلها من ثديها فتطاير حليب الأم على وجه الرضيع الذي كان يابس الشفتين و صراخه يملأ أروقة المستشفى. الشنا قالت أن صرخة الطفل لا زالت تسكنها إلى الآن. ضيفة عباس العزوزي، شكرت مجلة "هسبريس" التي خصصت ملف العدد الصفر لتكريمها، موضحة أن قضايا الأم والطفل تحولت الى نقاش مجتمعي في المغرب بفضل وسائل الإعلام التي أدخلت قضية عادلة وغاية في التعقيد إلى بيوت الأسر المغربية بحسب ذات المتحدثة. الشنا قالت إنها تعرضت لكثير من التهم والإساءات خلال مسيرتها، من بينها أن الجمعية تعمل على تشجيع الدعارة وإشاعة الفاحشة وسط المجتمع، في وقت عملت فيه صحبة فريقها على "إبقاء أطفال خرجوا إلى الوجود في حضن أمهاتهم ومباشرة البحث عن الأب الذي تخلى عن فلذة كبده". عائشة الشنا فجرت قنبلة من العيار الثقيل عندما قالت إنها تنتظر بفارغ الصبر يوم 17 يناير 2013 وهو اليوم الذي حدد كتاريخ لمحاكمة برلماني رفض الاعتراف بمولود ازداد خارج المؤسسة الزوجية، مضيفة أن البرلماني صرح أنه سيرفض الاعتراف بالابن حتى وإن أثبت ال ADN الأبوة. المرأة المترافعة من أجل قضية الأمهات العازبات عبرت عن امتعاضها من الفصل 464 الذي لا زال معتمدا في المحاكم المغربية والذي يسمح للأب البيولوجي بالتنصل من أبوته وهو ما يخالف روح مدونة الأسرة ومستجدات دستور فاتح يوليوز تقول عائشة. الشنا صرحت أن المجتمع الذي يرمي أبناءه في حاويات الأزبال، مجتمع غير سليم وغير مسلم وغير إنساني، لأن الإنسانية فوق كل الأديان حسب تعبير المتحدثة، التي قدمت أرقاما صادمة عن عدد الأطفال المزدادين خارج الزواج و الذين يراوح عددهم 153 مولود يتم التخلي عن 24 منهم يوميا وفق المعطيات التي قدمتها عائشة الشنا. عائشة الشنا أثارت حفيظة ليلى بنهيمة، رئيسة جمعية "ساعة فرح" عندما قالت أن أشياء لا تحقق لأنها لا تحمل اسما عائليا معينا "car j'ai pas un nom de famille"، لتقاطعها رئيسة "ساعة فرح" غاضبة "إن زمن أسماء العائلات: بنهيمة و الشريف و و.. قد انتهى" مذكرة صاحبة "التضامن النسوي" بالصعوبات والتضحيات التي قدمتها بنهيمة في مسارها الجمعوي، غير أن الهدوء عاد الى القاعة بعد توضيح سوء الفهم، مما سهل على منيرة العلمي رئيسة جمعية "دارنا" أن تتفاعل مع سؤال لهسبريس بالقول أن السلطات كانت تتوجس من العمل الجمعوي أواسط التسعينيات وأن العلاقات التي راكمتها بعض نساء المجتمع مهمة لتسهيل الشراكات ودعم المؤسسات، مبدية في الوقت نفسه أسفها على بقاء "المْعْرْفة" عاملا محددا للدعم والتعاون الذي لا تناله جمعيات أخرى متى غابت عنها أسماء معروفة.