في الوقت الذي تَحدَّث فيه بلاغ لشركة "ترونس ديف طرامواي الرباطسلا"، بمناسبة احتفالها بمرور سنة على تحرك عربات الطرام فوق السكك الرابطة بين العَدْوَتَين، عن النجاح الذي حققته بفضل جودة الخدمات التي تقدمها لزبائنها عبر احترام أوقات المرور وضمان أمن الركاب.. يشتكي العديد من المواطنين إبان سنته الثانية من مشكل الاكتظاظ في فترات الذِّروة بالخصوص.. وهو واقع الحال الذي يجعلهم يتأخرون عن الالتحاق بمقرات عملهم ودراستهم، إضافة إلى "الحرج" الكبير الذي تقع فيه السيدات كما يقول بعضهن. "أمر غير معقول ما يحصل كل صباح، يمر الطرام تلو الآخر ولا نستطيع الصعود أو أخذ أماكننا بسبب ما يشهده من اكتظاظ، حتى أنه يصل ممتلئا عن آخره من محطة حي كريمة، ولا يتَسنَّى لباقي المنتظرين في المحطات التالية الركوب، ناهيك عن "التصاق" بعضنا ببعض، رجالا ونساء، الأمر الذي يضعنا في حرج كبير قد نتخلص منه عند توفير قاطرة للرجال وأخرى للنساء" تُورد أمينة الموظفة بوزارة العدل. طرام الرباط- سلا...اكتظاظ، تأخر، إغماءات تقول سوسن الطالبة بكلية الآداب بصوت مرتفع، " ألجُ المُدرَّج متأخرة بسبب اكتظاظ الطرام ما يدفعني إلى انتظار الآخر وهكذا، من المفروض أن يقلِّصوا المدة الزمنية الفاصلة بين مرور الطرام والآخر حتى لا ينتظر المواطنون لمدة طويلة والتي يتجمع خلالها عدد كبير منهم". ليضيف سمحمد " الطرام وسيلة نقل مريحة نسبيا بالمقارنة مع معاناتنا السابقة مع "الطوبيسات والطاكسيات"، إلا أنه في أوقات الذروة يصبح تماما مثل "الطوبيس" مُكتظا وممتلئا وهي الأوقات التي تواكب ذهابنا إلى العمل والتحاق أبنائنا بالمدارس والكليات علما أن الأغلبية العظمى من ساكنة مدينة سلا تعمل أو تدرس في العاصمة الرباط". إلهام وهي مستخدمة في إحدى الوكالات التجارية تقول بعد زفرة عميقة " أَصاب عُطبٌ أبواب الطرامواي الشهر الماضي، تعذر معه أن يتحرك الطرام أو أن تُفتح أبوابه مرة أخرى..ومع الأعداد الكبيرة التي كانت داخله وإحساسي بنقص الهواء أصبت بدوار وبدأت أفقد قواي لدرجة ما عادت رجلاي تحملانني، ليبادر أحد الركاب بجر مسحب الإغاثة لأخرُج مسرعة وأنا مُتعرِّقة بشدة وفصائلي ترتعد". المُستخدَمُون يعانون أيضا من ويلات الاكتظاظ الكاتب العام لنقابة مستخدمي طرامواي الرباط - سلا رشيد لغريسي، أكد في تصريح ل"هسبريس"، أن الكثير من المواطنين عمدوا خلال السنة الثانية لاشتغال الطرام إلى استعماله كوسيلة للنقل، لتزداد الحاجة بالموازاة إلى عدد أكبر من العربات. وأضاف لغريسي، أن المكتب النقابي للمستخدمين طرح مشكل الاكتظاظ على الإدارة على اعتبار أن السائقين والمراقبين يُعانون أيضا من هذا الاكتظاظ رجوعا إلى مدة الرحلة التي تطول ما بين أول وآخر المحطات.. شركة الطرام لا تبرمج لاقتناء عربات جديدة قال هشام الناوي، مدير التَّسويق بشركة "ترونس ديف طرامواي الرباطسلا"، إن تردد مرور الطرامواي عبر المحطات بلغ 9 دقائق بدل 12 دقيقة ابتداء من شتنبر المنصرم، في محاولة من الشركة للتقليل من الاكتظاظ، مُستطردا أن حدة الاكتظاظ زادت بسبب العدد الكبير من المواطنين الذين اتخذوا من الطرام وسيلة نقل مفضَّلة في ظل تواجد 10عربات على مستوى الخط الأول و8 عربات مسخرة للخط الثاني. إضافة إلى عَرَبَتين للدعم تشتغلان ما بين السابعة والتاسعة والنصف صباحا. وأَقَرَّ الناوي بأن الحل الناجع لمشكل الاكتظاظ يكمُن أساسا في شراء عربات طرامواي جديدة، موضحا أن الشركة المعنية لا تُبرمِج حاليا في اقتناء أية عربة، "لا نعلم على مستوى إدارة الشركة، إن كانت الإمكانية متاحة لشراء عربات في المقبل من السنوات" يضيف المتحدث. وحول إمكانية تخصيص عربة للنساء وأخرى للرجال، أعرب المتحدث عن تفهمه للحرج الذي تقع فيه السيدات بسبب الاكتظاظ، مؤكدا التزامه بطرح هذا الاقتراح على الإدارة قصد تدارسه والنظر في إمكانية تطبيقه..