وصف المعارض الأردني البارز المهندس ليث الشبيلات الشيخ عبد السلام ياسين، مرشد جماعة العدل والإحسان الذي انتقل إلى عفو الله صباح الخميس المنصرم، ب"العالم الجليل الصامد على الحق الذي كان يتجلى فيه الوصف القرآني لسيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام:" إن إبراهيم كان أمة". وتابع الشبيلات، الذي سُجن مرات عديدة بتهمة "إطالة اللسان" على ملك الأردن وأُفرج عنه، بأن عزاءه في فقد الشيخ ياسين أن يلتزم مريدوه بمبادئه المتمثلة بإجابة الإمام أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه عن سؤال حول الكرامات: "الاستقامة عين الكرامة"، وقول الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه: " منتهى سير الرجال شرعنا المحمدي". وأردف المعارض الأردني الشرس، في رسالة نعيه لياسين توصلت هسبريس بنسخة منها، بأن صلابة الشيخ كانت في الالتزام بشريعة الله وجرأته في تطبيق قول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر"، منارة هدى للمترددين بين خوفهم من سلطان الأرض وسلطان السماء سبحانه" وفق تعبير الشبيلات. واسترسل السياسي الذي اشتهر بمعارضته الشديدة للنظام الأردني محددا معالم الرسالة الجامعة المختصرة التي تركها "المجاهد الكبير" ياسين، ومفادها بحسب رسالة النعي أن نزع الخوف من الخلق وإعلاء الخوف من الله لدى المسلمين هو العقبة الكبرى التي يجب أن يجتازها كل من يبدي التزاماً بالدين حتى لا يعيش في انفصام يؤذيه في الدنيا والآخرة، ويؤذي الأمة التي يتودع منها إن لم تقل للظالم "يا ظالم" بجرأة ودون عنف يعصى به الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. وختم الشبيلات، الذي زار آخر مرة الشيخ ياسين في مطلع السنة الجارية، رسالته بالعبارة التي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم عندما توفي ابنه ابراهيم: " إن العين لتدمع وإن القلب ليخشع وإننا على فراقك يا شيخنا الحبيب لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضي الرب". وجدير بالذكر أن نقط التقاء عديدة تجمع بين المعارض الأردني الشبيلات والشيخ ياسين الذي كان أيضا من أشرس معارضي النظام السياسي بالمغرب، حيث يلتقيان معا في أسلوب كتابة الرسائل القوية وشديدة اللهجة التي وجهاها بكل جرأة وشجاعة إلى حاكميْ بلديْهما. المهندس الشبيلات لم يتورع في توجيه سهام النقد إلى الحكومة الأردنية، مطالبا بإصلاحات عميقة وشاملة تهم المؤسسة الملكية في الأردن حيث طالب الملك عبد الله بإصلاح نفسه أولا، وحذره من مغبة تردي الأوضاع في البلاد، معتبرا أن الأردن "ينزف بسبب الديوان الملكي"، بينما "الأستاذ المرشد" عبد السلام ياسين وجه رسالتين شهيرتين؛ الأولى إلى الملك الراحل الحسن الثاني بعنوان "الإسلام أو الطوفان"، والثانية إلى الملك الحالي محمد السادس باسم "إلى من يهمه الأمر" طالبه فيها باسترداد أموال والده إلى الشعب.