منذ مدة والفقيه عبد الباري الزمزمي "كيضرب ويزكَل"، سواء من خلال الفتاوى الغريبة التي يفتي بها، أو من خلال المواقف السياسية التي يُعبر عنها. آخر ما تفتقت به عبقرية الزمزمي حديثه بسوء عن الشيخ عبد السلام ياسين ساعات فقط بعد وفاته، وكأنه لم يقرأ يوما قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اذكروا محاسن موتاكم"، وقوله أيضا "لا تذكروا هلكاكم إلا بخير". الزمزمي لم يراعي لا مكانة رجل أجمع العلماء والمربون والسياسيون على تفرده وقالوا جميعهم فيه قول خير رغم اختلاف الكثيرين منهم معه ، ولا حزن أسرته الصغيرة والكبيرة بمصابها الجلل، فأطلق العنان للسانه منتقدا ومتهما. الفقيه الذي جرب أن يكون برلمانيا، أخطأ في نظر ذوي المروءة عندما اختار أن يصف رحيل عبد السلام ياسين بغير المأسوف عليه، وعندما اتهمه وقد أسلم الروح إلى بارئها بأنه مثار فتنة وبلبلة، وكأنه لا ينتمي لهذا الدين ولا لهذا الوطن الذي عرف أبناؤه بالأخلاق العالية التي تميز بين وقت الجدال وبين وقت الكف عن الأذى باللسان.