صرح ابراهيم الشكيري، مخرج فيلم "الطريق الى كابول" أن زيارات عائلية قادته الى منطقة طاطا هي التي جعلته يفكر في إنجاز فيلم سينمائي بالإقليم، وأوضح المخرج الذي جمعه لقاء بهسبريس أن جغرافيا الإقليم متنوعة وتضاريسه جميلة ومعمار الدواوير، قريب من هندسة البيوت الطينية في قرى أفغانستان، مما سهل على فريق العمل وضع الممثلين في إطار قريب من كابول الذي تدور فيه أحداث الفيلم. المخرج قال إن سلسلة جبال باني وملامح رجال المنطقة بعمائمهم ولحاهم المسدولة، جعل طاطا ومن خلال الفيلم أفغانستانية أكثر من أفغانستان نفسها، مؤكدا أن طيبوبة السكان وكرمهم دلل مجموعة من الصعاب التي واجهت فريق عمله من أجل انجاز الفيلم. مخرج "الطريق الى كابول" أضاف أن 20 يوما من التصوير التي قضوها بالمنطقة جعلت الممثل العالمي محمد قيسي، المشهور بأدواره في أفلام الحركة مع "جون كلود فان دام" (جعلته) ينتقل صحبة أسرته من مدينة وجدة بالمنطقة الشرقية إلى مركز مدينة طاطا، حيث اقتنى بيتا هناك و قرر الاستقرار بشكل دائم، مستمتعا بنقاوة المناخ وعفوية الناس على حد سواء. الشكيري قال إن مغامرته السينمائية كانت بهدف إعطاء الفاعلين في مجال السينما فرصة لاكتشاف فضاءات للتصوير بعيدة عن مدينة الدارالبيضاءوورزازات التي تحضيا بنصيب الأسد متى قرر أحد السينمائيين إنجاز فيلم في المغرب، مؤكدا أن منطقة طاطا تبقى أكثر إغراء للراغب في إنجاز عمل سينمائي ناجح، وذلك لجودة الصورة المتأتية من إنارة طبيعية مصدرها أشعة الشمس وتنوع التضاريس والغطاء النباتي وأريحية السكان الذين يعملون بشكل تلقائي على إنجاح أي مبادرة تهدف الى التعريف بمدينتهم. هذه العوامل اعتبرها المخرج كافية لجعل المنطقة وجهة سينمائية تنافس مدينة ورزازات، خاصة أن طاطا لم تفقد عذريتها حسب تعبير إبراهيم الشكيري. مخرج "الطريق الى كابول" دعا من خلال هسبريس الحكومة المغربية إلى الاهتمام بالبنية التحتية بالإقليم الذي اختاره فضاء لتصوير فيلمه، وذلك من خلال إنشاء مطار دولي وشبكات طرقية جيدة، ومؤسسات استقبال تضاعف عدد الأسرة وتضمن إقامة جيدة للوافدين. إجراءات من هذا النوع كفيلة حسب الشكيري بأن تجعل شركات الانتاج الأمريكية تختار طاطا كاستوديوهات طبيعية لإنتاج كبريات الأعمال السينمائية و خلق دينامية تنموية بإحدى "أجمل مناطق الجنوب الشرقي المغربي". يشار أن فيلم "الطريق الى كابول" لاقى نجاحا جماهيريا كبيرا إبان عرضه في القاعات السينمائية المغربية، كما تمت برمجته ضمن فقرة "خفقة قلب" في الدورة 12 من مهرجان الفيلم الدولي بمراكش. الفيلم يحكي قصة أربعة شبان بيضاويين قرروا الهجرة الى الديار الهولندية لتحسين ظروفهم المعيشية و إنهاء العلاقة مع البطالة التي حاصرتهم طويلا بالعاصمة الاقتصادية. الشبان يسقطون في شراك الممثل عزيز دادا ، الذي أدى دور النصاب "أوشن" حيث يجدون أنفسهم أمام مسؤولية إعادة صديقهم "حميدة" (رفيق بوبكر) من الديار الأفغانية. علي (يونس البواب) و مبارك (أمين الناجي) و مسعود (ربيع القاطي) يتمكنون من إيجاد "أوشن" و يجبرونه على تحمل مسؤوليته و مرافقتهم الى كابول قصد إعادة "حميدة" إلى حضن والدته "الشوافة" التي تصر على تقاسم تجربة السفر مع الشبان. مزيج من المواقف الهزلية يقع فيها المغامرون، مابين قواعد المارينز ومخيمات الميليشيات المسلحة الأفغانية. غير أن أقوى المشاهد هي التي يصادف فيها الشبان الباحثون عن صديقهم متسولا مغربيا وسط كابول و هو يجلس الى كرسي متحرك بسبب الإعاقة. سؤل المتسول الأسمر عن سبب وجود في أفغانستان، فأجاب: "جيت نجاهد في سبيل الله و يلى استشهدت نمشي للجنة.. ساعا مشاو رجليا للجنة و بقيت أنا فهاد جاهنام".