عجَّت شوارع مدينة طنجة، أمس الأربعاء، بآلاف المتظاهرين، ممن خرجُوا تضامناً مع قطاع غزة، وتنديداً بالعدوان الإسرائيلي، الذي أسفرَ منذ بدايته في الرابع عشر من نونبر الجاري حتى الآن عن استشهاد العشرات، وجرح المئات من الفلسطينيين. المسيرة، التي أتت استجابة لنداء كانت قد أطلقته في وقت سابق، الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المحسوبة على جماعة العدل والإحسان. انطلقت مما بات يعرف بساحة "التغيير" في الحي الشعبي "بني مكادة"، على الساعة السادسة مساءًا، بمشاركة مكثفة قطعت شوارع عدة بالمدينة إلى أن بلغت شارع أنفا، حيث تمت تلاوة البيان الختامي، وقراءة الفاتحة ترحما على أرواح "شهداء غزة". كمَا عرفت المسيرة إطلاق شعارات أثنت في مجملها صمود المقاومة الفلسطينية في غزة وثباتها في مواجهة العدوان الإسرائيلي، من قبيل "دخلوها بالسنطيحه وغيسالوها بالانسحاب"، فضلاً عن استهجان المتظاهرين للصمت الدولي المطبق إزاء ما يجري في غزة، سيما ما وصفَ بالمواقف العربية المتخاذلة عبر الصراخ" يا حكام البهدله تْغَيّْرْتْ المعادله " . عبد الصمد فتحي، المنسق العام للهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، المتقدم للمشاركين قال في تعليقِ له على ورود أنباء بشان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، إنَّ" نصرا مبينا للمقاومة وجهودها، وتتويجا لأسبوع جهادي ساخن أثبت بالملموس أن لغة الحرب التي يجيدها الصهاينة هي التي تؤتي أكلها في النهاية ". وبدا من اللافت خلال تظاهرة أمس، انضمام حزبي الطليعة، والحركة من أجل الأمة، إلى المسيرة التضامنية، وهوَ ما اعتبرَ دليلاً على وجود تقارب قد يحصل بينهم وبين منتسبي العدل والإحسان، الذين انقطعت صلتهم بشركائهم السابقين داخل 20 فبراير منذ انسحابهم من الحركة أواخر السنة الماضية . البيان الختامي للمسيرة، والذي توصلت هسبريس بنسخة منه، أشاد ب "المقاومة الفلسطينية المعجزة، والتي قلبت بإمكاناتها العسكرية المتواضعة، وإرادتها القوية المستقلة موازين القوى لصالحها، وأذاقت الكيان الصهيوني الغاصب بعضا مما أذاقه للشعب الفلسطيني لعدة عقود "، يقول البيانُ داعياً الى دعم المقاومة بالمال والسلاح باعتبارها السبيل الوحيد للتحرير. ومديناً في الآن ذاته تعامل الدولة المغربية، وتفاعلها الباهت مع العدوان" التي حاولت حسب بيانِ المجموعة حصر قضية الاحتلال في بعدها الإنساني".