قبيل العدوان السابق على غزة سنة 2008، أفتى مجموعة من الحاخامات اليهود للجيش الصهيوني بجواز قتل الأطفال الفلسطينيين، وهو ما يفسر التركيز على الملاجئ التي يختبئ فيها النساء والأطفال وقتها. وهو ما تُمعن فيه الآلة الحربية اليهودية في عدوانها الثاني. هكذا دأب اليهود الأنجاس، قوم أشرار بطبعهم، يتوارثون الحقد والكراهية والعنصرية، ثم يتباكون في المحافل الدولية ويدعون أنهم خائفون من المسلمين "الإرهابيين" المحيطين بهم من كل جانب. أفعالهم الإجرامية وحروبهم القذرة ونقضهم للعهود ليس جديدا ولا ينبغي أن يكون كذلك بالنسبة لكل مسلم يقرأ القرآن و يعي بمخططات اليهود ومكرهم. جرائم تؤكد مرة أخرى قول رب العزة "لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا". التركيز على قتل الأطفال المسلمين رسالة إلى عصافير السلام عندنا، إلى دعاة الحوار مع اليهود ومناهضة كراهيتهم واستبدالها بمشاعر الود و التقدير في إطار الأخوة الماسونية التي يجب أن تقضي على الأخوة في الدين والولاء للمومنين. ها هو القصف الإسرائيلي لأطفال غزة يدخل يومه السابع، ومع ذلك لم نسمع تنديدا ولا استنكارا من يهود العالم خارج الأرض المحتلة. وابتلع يهودنا لسانهم وهم الذين طالبونا بتحييد الدين و فصله عن قضايا المجتمع؟ إن الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه حماس، حسب بعض المحللين، هو ثقتها في إمكانية الهدنة العدو في ظل المتغيرات الجديدة، مما سهل تربص بني صهيون بالشهيد الجعبري واغتياله بتلك الطريقة الجبانة، ولا شك أنهم استعانوا ببعض الخونة المنخدعين بدعاية السلام الكاذبة. إن ترويج ثقافة السلام مع إسرائيل والدعوة إلى تطبيع العلاقات معها خديعة كبرى لم يجن العرب من ورائها إلى الخزي والهوان. فلا بد الآن من قلب الطاولة على كل مسار تفاوضي و الشروع في مسار توحيد الفصائل الفلسطينية على أساس المقاومة والجهاد، لأن الظروف الإقليمية جد مواتية. كان هدف اليهود إضعاف المقاومة سنة 2008، وها هي صواريخ حماس اليوم تصل ضواحي تل أبيب ! إن الضعف الحقيقي هو ضعف النفوس و الشك والعياذ بالله في نصر الله للمجاهدين. فهل تعي عصافير السلام عندنا الدرس أم تحتاج إلى مشاهدة المزيد من صور إخوانهم في غزة وهم يقتلون بأعتى الأسلحة؟ لماذا ارتبك دعاة التقارب مع إسرائيل و تلعثم المبشرون بالسلام في البحر الأبيض المتوسط؟ لا بد أنهم يُخفون عنا الحقيقة المرة وهي أن العدو برؤوسه النووية وفكره التوسعي العنصري حاضر في تلك المنتديات المشبوهة. فرجاء لا تطعنوا أطفال المقاومة من الخلف. أوقفوا هذا الهراء الذي تسمونه سلاما. لقد نجح العدو في إيهامكم بوجود إرهاب وهمي بين ظهرانيكم ليصرف أنظاركم عن الإرهاب الحقيقي. أفيقوا من سباتكم يا عصافير السلام ويا كتاكيت الحداثة المزعومة! ألم تسمعوا ذلك الببغاء السوري يردد "الله أكبر، الشعب يريد إسقاط النظام"؟؟