تعتبر الجالية المغربية الأمريكية٬ على قلة عددها٬ جالية ديناميكية٬ شأنها في ذلك شأن مختلف الأقليات الأخرى٬ التي سيكون لها تأثير واسع٬ لا محالة٬ في نتيجة الاقتراع الرئاسي الحالي٬ الذي يعد الأكثر احتداما في تاريخ الانتخابات الأمريكية. وقد تابعت هذه الجالية٬ التي تتقاسم مع المواطنين الأمريكيين همومهم وآمالهم على المستويين الاقتصادي والاجتماعي٬ باهتمام كبير مختلف مراحل المسلسل الانتخابي الأمريكي٬ واطلعت على مختلف مميزات البرامج الانتخابية للمرشحين المتنافسين في هذه الاستحقاقات. وفي تصريحات استقتها وكالة المغرب العربي للأنباء اليوم الثلاثاء على صعيد عدد من مكاتب التصويت بمقاطعتي فير فاكس وألكسندريا بولاية فيرجينيا٬ أكد عدد من المواطنين المغاربة الأمريكيين عن أملهم في النجاح في إجراء الخيار الصحيح وانتخاب الرئيس المناسب٬ الذي سيحقق طموحاتهم٬ ويخدم مصالحهم ومصالح البلاد بشكل عام. وفي هذا السياق٬ أعربت ليلى٬ وهي مواطنة مغربية مقيمة بفرجينيا٬ عن ارتياحها للإصلاحات التي أجراها الرئيس أوباما خاصة في المجال الصحي٬ وكذا لسياسته الخارجية التي تفضل الحوار السلمي الدبلوماسي على القوة العسكرية. وأكدت أنه على "الرغم من الحصيلة الاقتصادية غير الإيجابية للرئيس أوباما إلا أن هناك تحسنا وإن كان بطيئا"٬ معتبرة أنه من الصعب على أوباما في غضون أربع سنوات تصحيح الوضع الاقتصادي "الصعب"٬ الذي ورثه عن سلفه جورج بوش. وفي سياق متصل٬ قالت لبني٬ مواطنة مغربية أخرى مقيمة بقاطعة ألكسندريا .. "جئنا للمشاركة في الانتخابات الأمريكية للتصويت على الرئيس المناسب الذي سيعمل على تحسين أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية٬ ويساهم في وضع سياسة خارجية تعود بالنفع على البلاد بشكل عام". أما علي٬ المواطن المغربي المقيم بمقاطعة فير فاكس فقد أكد أن مشاركته في الاقتراع الرئاسي نابعة من وعيه بجودة العلاقات القائمة بين المغرب والولايات المتحدة٬ معربا عن الأمل في انتخاب الرئيس المناسب والجيد الذي سيساهم في تعزيز هذه العلاقات أكثر٬ ويحقق آمال وطموحات الجالية المغربية والعربية على حد سواء. على صعيد آخر٬ أبرز سعيد عريقات٬ الصحفي العربي الأمريكي٬ أن المهاجرين العرب الجدد كانوا يعطون أصواتهم للحزب الجمهوري٬ في وقت فضل فيه المولودون بأمريكا تأييد الديمقراطيين٬ مشيرا إلى أن الجالية العربية هاجرت٬ منذ سنة 2004٬ إلى المعسكر الديمقراطي. وأكد أن "الجالية العربية بشكل عام في فيرجينيا٬ والمغربية بشكل خاص٬ تبقى رغم قلة عددها ديناميكية٬ وجالية تحظى بمواقع مميزة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي٬ وسيكون لها مجال واسع للتأثير في استحقاقات هذه السنة". وبعد أن ذكر بأن المغرب كان أول دولة اعترفت بالجمهورية الأمريكية الفتية٬ أبرز العلاقة الوطيدة والجيدة التي تجمع بين المواطن الأمريكي والمغربي٬ مشيرا إلى أن هذا الأخير يريد أن يهيئ أفضل الفرص لأبنائه٬ ومن هذا المنطلق يشارك في العملية السياسية. وكان جيمس زغبي مدير المعهد العربي الامريكي قد أكد في تصريحات صحفية أن الانتخابات الرئاسية 2012 "غير محسومة لمرشح بعينه"٬ مؤكدا أن "كل الجاليات٬ بما فيها الامريكيون العرب٬ مهمة. وكل صوت محسوب ومؤثر". وكشف أحدث استطلاع أجراه المعهد أن هناك 16 في المئة حائرون بين أوباما ورومني لدرجة قد تدفعهم الى عدم التصويت. ويرى بعض الخبراء أن هذه الجاليات٬ التي يقدر عددها بمليون وستمائة ألف نسمة٬ والمتمركزة تقريبا في 10 ولايات ستشكل كتلة صوتية لا يستهان بها٬ ومن الممكن أن تحسم التصويت في الولايات التي يتعادل فيها أوباما ورومني.