يقع مسجد الإستقلال وسط العاصمة الأندونسية جاكارتا، وذلك على مساحة من 10 هكتارات تسمح له باستيعاب 200 ألف شخص، ما يجعله مستحقا للقب "ثالث أكبر مسجد في العالم" بعد مسجدي مكة والمدينة. المعلمة الدّينيّة والعمرانية لمسجد الاستقلال الأندونيسي تنتصب شامخة قبالة صرح دينيّ ثان هو عبارة عن كنيسة بروتِيستانتيّة، باصمة بذلك على رمزيّة في تعايش المعتقدات والتسامح في التعاطي مع الشأن الدّيني وفقا للنموذج الأندونيسي الرّائد رغما عن كون 81% من السّاكنة معتنقة للإسلام. جايا دِي، المكلف بالتواصل بأكبر مساجد آسيا، قال لهسبريس إن المنشأة تبقى مفخرة للدولة الأندونيسية بعدما استغرق بناؤها 17 سنة كاملة"، منذ اكتمال المسجد عام 1978 وهو مرادف للحرية للأندونيسيّين والأندونيسيات.. "هو أيضا رمز للتنوع والتعايش الذي يسم مجريات الحياة بالبلاد.. فإلى جوار مقابلته لكنيسة، مهندس مسجد الاستقلال هو المسيحي فراديك بيسالا الذي ينحدر من جزيرة سومترا" يضيف جايا. حسابات دقيقة رافقت تشييد ثالث مساجد العالم ضخامة وسط جاكارتا.. قطر القبة الكبرى للصرح هي من 45 مترا، مقابل 8 أمتار كقطر للقبّة الصغرى، أمّا الصومعة فهي من 17 مترا، وذلك في ارتباط بتاريخ استقلال أندونيسيا الذي أتى يوم 17 من شهر غشت للعام .. كما يضم المسجد 5 طوابق في توافق مع أركان الإسلام، وبه 12 من الدعامات الأساس استوحي كمّها من يوم ميلاد رسول الإسلام. مسجد الاستقلال الأندونيسي، زيادة على وظيفته التعبّديّة، يعدّ فضاء تشغيل لعدد من معيلي أسر يؤدّون وظائف مرتبطة باستيداء الأحذية ونظافة صالات الوضوء وتوجيه المصلين ومراقبة تساوي الصفوف.. زيادة على ما يتطلبه سير المرفق من مهام إداريّة. "ميزانية التسيير توفرها الدولة، وقيمتها تتغيّر سنويّا حسب المتطلبات.. العام الماضي توصلنا ب 15 مليار روبيّة (قرابة ال15 مليونا من الدراهم المغربيّة)، مقابل 5 ملايين روبية هذا العام (5000 درهم مغربيّ تقريبا)، أمّا صناديق التبرعات فهي تدرّ 60 مليون روبيّة عقب كلّ صلاة جمعة داخل المسجد (ما يعادل ال60 ألف درهم)" يقول جَايا دِي لهسبريس.