تقوم الفنانة المغربية سعيدة فكري المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، بجولة فنية في مجموعة من السجون المغربية حيث تحيي طيلة شهر مايو الجاري، سهرات وحفلات فنية لفائدة نزلائها ونزيلاتها في إطار انفتاح هذه المؤسسات الإصلاحية، على محيطها في أفق إدماج السجناء في المجتمع. "" وتعتبر هذه الحفلات المنظمة بتنسيق مع الفاعلة الجمعوية أسية الوديع، أول ظهور لهذه الفنانة نموذج تطور الموسيقى المغربية الحديثة، في المغرب بعد جولتها الفنية الناجحة في الولاياتالمتحدة التي استهلتها بسهرة كبرى في قاعة "كولا نوطي" بمونتريال، وقادتها إلى مدن نيويورك، وبوسطن، وأرلنغتون في منطقة واشنطن.
ويرتقب أن تواصل سعيدة فكري مؤلفة أغاني وكلمات وموسيقى وألحان أغانيها، جولتها في المغرب البلد الأم، بالمشاركة في مجموعة من المهرجانات الفنية المغربية بينها مهرجان "موازين" بالعاصمة الرباط الذي سيكون لجمهوره يوم 18 ماي الجاري، موعد معها لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة الفنية.
وتعتبر هذه الفنانة التي اتخذت من الأغنية الجادة والهادفة طريقا لها، عودتها لمعانقة جمهورها بالمغرب، فرصة لتجديد التواصل مع الجمهور العريض الذي أبعدها عنه البعد الجغرافي وعيشها في الولاياتالمتحدة حيث درست اللغة الإنجليزية وعلم النفس الاجتماعي والإخراج السينمائي تخصص الشريط الوثائقي والفيديو كليب.
وتقول "الحياة عبارة عن لقاء وفراق، ولا بد للمياه أن تعود إلى مجاريها"، مشيرة إلى الطفرة والتطور الجيد الذي عرفته الحياة الفنية بالمغرب بتنامي فرص وفضاءات التعبير. وتؤكد أن إقامتها في أمريكا لم يمنعها البتة في استمرار التواصل بينها وبين بلدها الأم الذي أبعدتها عنه المسافات.
وبرز نجم فكري التي استهلت تجربتها الموسيقية وهي في ربيعها الثامن مع مجموعة "الكانتري" بالحي المحمدي في الدارالبيضاء قبل معانقتها الأغنية الملتزمة حيث اشتهرت لملامسة أغانيها الواقع الاجتماعي المغربي، في مجموعة من المهرجانات الداعمة للجالية المغربية المقيمة بأمريكا والعديد من الدول الغربية.
وكتبت أولى أغانيها وهي في العاشرة، قبل أن تفتح في وجهها أبواب النجاح في فترة زمنية قصيرة نسبيا، خاصة بعد غنائها عن هموم الشباب والصداقة والحب والسلام والحرية وقيم الأسرة ولأجل التسامح الديني وضد العنصرية وكل أشكال التمييز والاضطهاد والتهميش والحرمان.
وأصدرت هذه الفنانة الشاملة الكاتبة لكلمات أغانيها وواضعة ألحانها ومؤديتها، 8 ألبومات غنائية كشفت عن موهبتها الأصيلة وقدرتها على التجديد والإبداع خاصة بإدخالها في ألبومها الثامن موسيقى الروك والبلوز والجاز وموسيقى شمال إفريقيا التقليدية وأنغام البربر والأمازيغ المغاربة.
ومن أبرز ألبوماتها "عالم واحد" الذي خصصته للسوق الأمريكية وكرست فيه دعوها إلى الحب والسلام، وألبوم "السلام" الذي أصدرته في عام 2002 وأدت أغنيته الرئيسية باللغات الإنجليزية والفرنسية والعربية ومزجت فيه بين إيقاعات الهيب هوب وموسيقى الراب.
وأحيت سعيدة فكري منذ إصدارها أول ألبوم لها في عام 1994، العديد من الحفلات والعروض الفنية في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية وشمال إفريقيا، بينها حفلات في بروكسيل وبدعوة من الحكومة البلجيكية وحفل في "باراديسو" أكبر وأشهر صالة حفلات في أمستردام وهي مخصصة لنجوم الموسيقى الدوليين