انتهت الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 2012 التي أقيمت في لندن، إنجلترا، المملكة المتحدة وإيرلاندا، وعرفت مشاركة أكثر من 10،000 رياضي من 204 دولة (منهم 448 رياضياً عربياً). وكانت حصيلة أهم حدث رياضي من حيث الحجم والأهمية كالتالي: • مجموع الذهبيات 304 • مجموع الفضيات 297 • مجموع البرونزيات 357 • عدد الدول التي لم تربح أي ميدالية 87 وحصدت الولاياتالمتحدةالأمريكية أكبر عدد من الميداليات برصيد 46 ذهبية، كما حصدت أكبر عدد من الميداليات الفضية29 . و حطم السباح الأمريكي "مايكل فيلبس" الرقم القياسي لأكبر عدد من الميداليات الأولمبية يحرزها رياضي حيث فاز ب19 ذهبية. بينما حلت الصين في المركز الثاني برصيد 38 ذهبية من أصل 87 ميدالية، ثم بريطانيا ولها 29 ذهبية من أصل 65 ميدالية. و احتلت روسيا الرتبة الرابعة ب 29 ذهبية و حصولها على أكبر عدد من الميداليات البرونزية: 33. أما بالنسبة للعرب فقد شارك 14 قطر عربي من أصل 23 دولة فكانت النتيجة هزيلة: 12 ميدالية بينها ذهبيتان و3 فضيات و7 برونزيات موزعة كالتالي: الجزائري توفيق مخلوفي ذهبية سباق 1500 م في ألعاب القوى، والتونسي أسامة الملولي ذهبية سباق 10 كلم في المياه الحرة في السباحة، والمصري كرم جابر فضية وزن 84 كلغ في المصارعة اليونانية الرومانية، والمصري علاء الدين أبو القاسم فضية سلاح الشيش في رياضة المبارزة، والتونسية حبيبة الغريبي فضية سباق 3 آلاف م موانع في ألعاب القوى والتونسي أسامة الملولي برونزية سباق 1500 م حرة في السباحة، والمنتخب السعودي برونزية قفز الحواجز في الفروسية والقطري ناصر العطية برونزية السكيت في الرماية، والمغربي عبد العاطي إيغيدير برونزية سباق 1500 م في ألعاب القوى، والكويتي فهيد الديحاني برونزية التراب في الرماية، والقطري معتز برشم برونزية الوثب العالي في ألعاب القوى والبحرنية مريم جمال برونزية سباق 1500 م في ألعاب القوى. وبالنسبة للمغرب فمن أصل 75 لاعب مشارك في الألعاب الأولمبية، تمكن فقط 6 لاعبين مغاربة من تجاوز الدور الأول و لم يتمكن 90 في المائة من الولوج إلى الدور الثاني. إن هذه النتائج الرياضية تظهر بشكل جلي العلاقة الجدلية بين الرياضة والتنمية، و التلازم بين النتائج المحصل عليها من طرف الدول ومستويات تنميتها الاجتماعية والاقتصادية. فالدول التي حصلت على أكبر عدد من الميداليات هي الدول التي تتمتع بمستوى عالي من التنمية. وغالبية الميداليات الذهبية حازتها دول تتميز بمؤشرات اقتصادية واجتماعية عالية. فإذا اطلعنا على بعض المؤشرات الخاصة بالدول التي حصدت على أكبر عدد من الميداليات الذهبية فإننا سنجد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية مثلا تملك أكبر ناتج محلي إجمالي في العالم بقيمة 15.09 تريليون دولار ( 2011) و معدل نسبة محو الأمية يقترب من نسبة 99%. أما بالنسبة للصحة فإن متوسط أعمار الأمريكيين يبلغ 78.4 سنة عند الولادة. وبالنسبة للصين فإنه لا أحد يجادل في أن الصين أصبحت قوة اقتصادية يحسب لها ألف حساب. فعلى الرغم من امتلاكها فقط 7% من الأراضي الزراعية، فقد استطاعت توفير الغذاء لسكانها. إن الصين تعتبر من بين الدول الأكثر تقدمًا بفضل تحسن مستويات التعليم والدخل ومتوسط الأعمار بين سكانها. فإجمالي الناتج المحلي يقدر ب 7.318 تريليون دولار ( 2011) ، بينما معدل العمر المتوقع للحياة هو 73 سنة. أما بالنسبة للدول العربية ، فقد أكدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الاكسو أن نسبة الأمية في الوطن العربي هي أعلى النسب على المستوى العالمي و لا يزال قرابة ربع سكان المنطقة العربية محرومين من محو الأمية. ورغم وفرة الموارد فلازالت المنطقة العربية تعاني من سوء التغدية. فحسب منظمة الأغدية والزراعة للأمم المتحدة فإن المنطقة العربية ارتفعت فيها نسبة من يصيبهم قصور الغذاء منذ تسعينيات القرن العشرين، مع تفاوت بين بلد وآخر في مكافحة الجوع. لكن إذا كانت التنمية الاقتصادية عامل مهم وضروري لتحقيق الإنجازات الرياضية فإنها تبقى غير كافية. فسويسرا، البلد الأكثر ثراءً في العالم و الذي يتوفر على مؤشر عالي جدا في التنمية البشرية (2011) ، لم تحصل إلا على 3 ميداليات: ذهبية و فضيتين. وأما فيما يخص دول الخليج التي يتراوح دخلها الفردي ما بين العشرة آلاف دولار والعشرين ألف دولار لكل مواطن في السنة، فإنه لم تحرز على أي ميدالية ذهبية ( السعودية: برونزية ، قطر: برونزيتين، الكويت: برونزية ، البحرين: برونزية). إن الدول التي تريد كسب المدياليات الذهبية، عليها أن تكسب المعارك الكبرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. والحصول على الرتبة الأولى في المسابقات الرياضية هو مرآة لمستوى التنمية والتطور الذي تشهده الدولة التي تقلدت هذه المرتبة. وكل الإنجازات الرياضية هي قبل كل شيء نتيجة لمستويات عالية من التعليم والصحة...