دعا سعد الدين العثماني، خلال كلمة ألقاها بمقر الأممالمتحدة بنيويورك، إلى ضرورة التمييز وبوضوح بين حرية التعبير وممارسة حق النقد والنقاش الفكري وبين الاحتقار والتنقيص. "نحتاج إلى جهد كبير لإيجاد التوازن الفوري بين حرية التعبير من جهة وتجنب ممارسات الكراهية والاستهزاء" يقول العثماني في إشارة واضحة إلى الأفلام والرسومات المسيئة للإسلام وللمسلمين. وأكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون، أمس الخميس، في إطار مائدة مستديرة حول موضوع "دور المجتمع المدني والتربية على حقوق الإنسان في إشاعة التسامح الديني"، على أن "إشاعة قيم التسامح كلٌّ لا يتجزأ، وأن ظُلْم الشعوب وعدم احترام حقوقِها وعدم احترام القانون الدولي يكون في كثير من الأحيان سببا للنفور والكراهية". ذات اللقاء الذي حضره كل من وزير الخارجية الإيطالي ووزير الخارجية الأردني، والمديرة العامة لمنظمة اليونسكو، وكذا المفوضية السامية للأمم المتحدة المكلفة بحقوق الإنسان، وعدد من الشخصيات الديبلوماسية، كان مناسبة ليستحضر من خلالها وزير الخارجية المغربي عددا من التوترات والاستفزازات التي يعيشها العالم اليوم، مشيرا إلى أن "أسباب عدد من النزاعات التي تندلع في بقاع المعمور تجد جذورها في بيئة تسودها الكراهية ونبذ الآخر المتمخضة عن سوء الفهم والتعصب الديني والإحساس بالظلم، والميز العنصري وعدم التسامح والذي أصبح يطبع بعض الفئات في عدد من المجتمعات ويؤدي إلى التصادم والنفور وأحيانا إلى العنف". ودعا العثماني في نفس السياق إلى "تكريس التعايش بين الثقافات وتعزيز ونشر المبادئ الأساسية للتسامح الديني كمناهج للسلوك وكمحاور ذات أولوية لعمل جماعي حقيقي يهدف إلى إقامة عالم تسود فيه قيم السلام والعدل والأمن"، مشيرا إلى الدور الذي ينبغي أن يلعبه التعليم في بناء أجيال تؤمن بثقافة الاختلاف وتعتقد بحق النقد، وكذا دور مراكز البحوث والمراجع الدينية والإعلام ومختلف وسائل التنشئة، في بلوغ هذا الهدف الذي يتطلع له الجميع، داعيا في نفس الوقت إلى ضرورة تكريس الجهود الدولية لإعطاء كل هذه القطاعات ما تحتاجه من وسائل للقيام بمهمتها النبيلة على أكمل وجه.