تحاول مارين لوبن زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، التخفيف من حدة دعوتها إلى منع ارتداء الحجاب الإسلامي والقلنسوة اليهودية فى المصالح العامة والشوارع الفرنسية باعتبار ذلك رغبة لجميع الفرنسيين. وفى محاولة منها لطمأنة الطائفة اليهودية بعد موجة الاستنكار والاستياء الشديدين من تصريحاتها، أكدت لوبن ان القلنسوة اليهودية لا تمثل فى حد ذاتها مشكلة فى فرنسا إلا أنها ترى انه يتعين على اليهود بذل هذه "التضحية الصغيرة" لتحقيق المساواة بين الجميع و لتفادى اى اتهام بان الفرنسيين يعانون من الاسلاموفوبيا. لكنها عادت فأعلنت كعادتها أنه إذا وقف العالم بأسره ضدها فستعمل على التأثير على جميع الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني. وكان حديث لوبن لصحيفة لوموند أثار حالة من الاستنكار الشديد فى الاوساط اليهودية اذ اعتبره البعض انتهاكا لقانون الحريات الشخصية. وأعلنت مارين لوبان فى هجوم صريح على الاسلام "ان المبادئ ثابتة ولا تتغير فى هذه الجمهورية الغالية على النفس ..وبالتالي يجب ان يطبق القانون على جميع الديانات حتى ..وإن كان هذا الامر يمثل مشاكل لبعضها. وترى نجلة جون ماري لوبن ان الجدل حول هذا الموضوع يجب ان يكون مفتوحًا فى وقت أصبحت فيه فرنسا ضحية مطالب الاصوليين الباحثين عن استغلال الفيلم المسيء للرسول الكريم لصالحهم. لذلك انتقدت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى المتطرف، قرار جريدة "شارلى ايبدو"الساخرة نشر رسومات كاريكاتورية تسيء للنبى محمد فى محاولة لاستفزاز مشاعر المسلمين الغاضبين من عرض الفيلم المسيء للإسلام. وحاولت لوبن تبرير ارتداء الشباب اليهودى للقلنسوة بأنهم يتعرضون لمضايقات من قبل المسلمين الراغبين فى نقل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني داخل الأراضي الفرنسية، مطالبة بأن يشمل قانون 2004 الذى ينص على منع ارتداء الرموز الدينية داخل المدارس، منع ارتدائها أيضا فى جميع المصالح العامة. وتجدر الإشارة إلى أن قانونًا دخل حيز التنفيذ فى ابريل 2011 يسمح بارتداء الحجاب الاسلامي والقبعة اليهودية فى الشوارع الفرنسية مع حظر ارتداء النقاب فى الاماكن العامة. وردًا على تصريحات ابنته أعلن جان مارى لوبن الرئيس الشرفي لحزب الجبهة الوطنية، أن حديث مارين عن منع ارتداء الحجاب الإسلامي والقلنسوة اليهودية فى الشوارع الفرنسية ليس ب"الموضوع الأساسي" لكنه وصف دعوة ابنته ب"المعقولة والحكيمة". ومن جانبها رفضت القوى المعارضة للتيار اليميني المتطرف تصريحات مارين لوبن وطالبتها بالتزام بالمبادىء العلمانية. وصرح جان فرانسوا كوبيه الأمين العام الجديد لحزب الاتحاد من اجل حركة شعبية فى بيان له بأن مارين لوبن بدت وكأنها لا تفهم معنى العلمانية التى ترفض القضاء على جميع الرموز الدينية فى المجتمع. واستنكر الحاخام الأكبر فى فرنسا جيل بيرنهايم عجز زعيمة الجبهة الوطنية عن التمييز بين الحجاب الإسلامى والقلنسوة اليهودية، مضيفا بالقول "إن اليهود لم يطلبوا ولم يسعوا إلى فرض ارتداء القلنسوة فى الأماكن العامة ومن هنا فإنني لا أفهم الهدف من وراء هذا الطلب".