اختلفت تقييمات وآراء محللين رياضيين بخصوص التوجه نحو تعاقد الجامعة المغربية لكرة القدم مع مدرب محلي، بعد أن فسخت العقد الذي يربطها بالبلجيكي إيريك غيريتس يوم السبت المنصرم، على خلفية نتائج سلبية متوالية لأسود الأطلس كان آخرها هزيمته أمام الموزمبيق بهدفين بدون رد في الدور الأخير من الإقصائيات المؤهلة لكأس إفريقيا 2013. وفيما اعتبر البعض أن تعاقد جامعة الفاسي الفهري مع مدرب مغربي في هذه المرحلة الحرجة من مسار الفريق الوطني "هدية مسمومة" من المجازفة القبول بها، يرى آخرون أن ذلك يعد إرجاعا لحق مهضوم عانت منه الأطر الوطنية في مجال كرة القدم كثيرا. وكانت الجامعة الوصية قد أعلنت انفصالها عن غيريتس بالتراضي بعد أيام فقط من هزيمة المغرب أمام الموزمبيق، مع إحداث لجنة يترأسها عبد الإله أكرم٬ نائب رئيس الجامعة، بغية اختيار المدرب والطاقم التقني الذي سيقود المنتخب المغربي في المرحلة القادمة، خاصة مباراة الإياب المقررة يوم 13 أكتوبر المقبل بالملعب الجديد بمراكش. إطالة عمر الجامعة جمال اسطيفي، الإعلامي الرياضي، اعتبر في تصريحات لهسبريس بأن قرار الجامعة المغربية لكرة القدم التعاقد مع مدرب مغربي خلفا لغيريتس هو قرار تهدف الجامعة من خلاله إلى إطالة عمرها أكثر وقت ممكن. ويشرح اسطيفي بأن "مادام مشروع هذه الجامعة في المنتخب الوطني قد أثبت فشله، وهي التي ظلت تراهن على المدربين الأجانب، وأمام ضغط الشارع كان لابد من أن تبحث عن طوق نجاة لها من خلال إسناد المهمة لمدرب مغربي". وحول من يعتبر منح قيادة سفينة منتخب الكرة إلى مدرب مغربي في ظل ظروف حرجة يمر منها الفريق الأول أمرا قد لا يفيد كثيرا الإطار الوطني، أفاد اسطيفي بأن المدرب الذي سيخوض مباراة الإياب ضد الموزمبيق سيكون في وضع مريح، ولديه الكثير من الأعذار بما أنه جاء في ظرفية حساسة. وشد الصحافي الرياضي على أن "عمق مشكلة المنتخب الوطني يكمن في جامعة كرة القدم التي توجد خارج الزمن بعدم عقد جمعها العام، وغياب رؤية واضحة لديها، ووجود مصالح لبعض المنتسبين لها في التعاقد مع مدربين أجانب". ويُذكر أن عدة أسماء لمدربين مغاربة تم تداولها مباشرة بعد الإعلان عن استغناء الجامعة عن خدمات البلجيكي غيريتس بالتراضي بين الطرفين، منهم رشيد الطاوسي ومحمد فاخر وبادو الزاكي الذي صرح لبعض وسائل الإعلام بأنه مستعد لتدريب "الأسود"، مضيفا بأنه "لم يتوصل بعد بأي اتصال يهم الإشراف على تدريب المنتخب الوطني". هدية ملغومة؟ وفي الجهة المقابلة اعتبر مدرب وطني، فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحات لهسبريس بأنه رغم كونه من أنصار إسناد قيادة المنتخب الوطني لكرة القدم إلى مدرب محلي، وعدم الاعتماد على مدربين أجانب يستنزفون ميزانية البلاد، لكنه يخشى من أن تكون الفرصة الحالية التي ستُعطى للإطار المغربي "هدية مسمومة". واسترسل المدرب السابق بأن المنتخب المغربي تنتظره مباراة حاسمة وملغومة جدا أمام الموزمبيق في شهر أكتوبر المقبل، وهذا يعني أن المدرب المغربي الجديد عليه أن يُحضّر منتخبا بنفسية أكثر صلابة خلال أسابيع قليلة جدا، لينتصر على الخصم بثلاثة أهداف إذا أراد التأهل إلى الكأس الإفريقية. وتابع بأن حدوث خلاف ذلك يعني طبعا الإقصاء من التظاهرة الإفريقية، وهو ما سيرتسم في ذهن الجمهور بأن المدرب المغربي فشل في أول حاجز كروي أمامه، ولعل ذلك سيزيد في تعقيد الأمور، والتأثير سلبا على مسار المنتخب ووضعية هذا المدرب المحلي. ولفت المتحدث إلى حالات سابقة تمثلت في هدية مسمومة تلقاها المدربون المحليون، حين قررت الجامعة التعاقد مع محمد فاخر خلال الكأس الإفريقية التي نُظمت في مصر وفازت بها، وأيضا مع أربعة مدربين دفعة واحدة بدعوى أنه فريق عمل يهدف إلى التأهل لكأس العالم 2010، وهم حسن مومن ناخبا عاما، والحسين عموتة، وجمال السولامي، وعبد الغني الناصري الذي كان في عام 2004 مساعدا لبادو الزاكي عندما استطاع إيصال أسود الأطلس إلى نهائي كأس إفريقيا في تونس.