تعود الحياة لتدب من جديد في مدرجات الملاعب الوطنية٬ بإجراء أولى دورات البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم للموسم الرياضي الجديد 2012-2013 التي ستنطلق يوم 14 شتنبر المقبل٬ وسط مؤشرات تدل على أن التنافس سيكون ضاريا وعلى أشده من أجل إحراز لقب يكتسي طعما خاصا على اعتبار أنه سيكون مرادفا للمشاركة في كأس العالم للأندية٬ التي حظي المغرب بشرف استضافة نسختيها العاشرة (9 إلى 19 دجنبر 2013) والحادية عشرة 2014. ومن شأن الظفر باللقب المؤهل لحجز بطاقة تمثيل كرة القدم المغربية في هذا الحدث الكروي الكوني٬ الذي ينظمه الاتحاد الدولي للعبة كل سنة ويجمع أفضل أندية العالم المتوجة بطلة في قاراتها دون إغفال الفوائد الجمة التي ستترتب عنها إن على مستوى كتابة صفحة جديدة في تاريخ الفريق البطل أو الموارد المادية التي سيجنيها٬ أن يرفع من حرارة التنافس ما سيفرز دون أدنى شك تنافسا كبيرا ومشوقا خاصة بين الأندية التي ألفت التواجد باستمرار في مقدمة الركب أو تلك التي بدأت تتمرد وتعلن عن قدومها بقوة في السنوات الأخيرة كالمغرب التطواني (حامل اللقب)٬ واتحاد الفتح الرياضي (وصيف البطل وحامل لقبي كأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية في الموسم قبل الماضي)٬ والمغرب الفاسي (حامل لقب كأس العرش والمتوج بطلا لمسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية والكأس الإفريقية الممتازة في الموسم الماضي). وستعمل الأندية "التقليدية" على إعادة الأمور إلى نصابها خاصة بعد ضياع لقب تمرد الموسم الماضي وحط الرحال٬ خارج كل التوقعات٬ في مدينة بعيدة عن محور الدارالبيضاء - الرباط في شخص فريق المغرب التطواني٬ الذي نجح إداريا وتقنيا وجماهيريا في قهر الأسماء التقليدية (الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي ...) ومنح مدينة "الحمامة البيضاء" أول لقب وطني في تاريخها الكروي. وإلى جانب الصراع على اللقب٬ سينصب اهتمام مجموعة من الأندية على إنهاء الموسم في مراكز متقدمة مؤهلة للمسابقات المغاربية والعربية والقارية٬ دون إغفال الصراع الضاري المرتقب من أجل احتلال مراتب أكثر أمانا في وسط سبورة الترتيب وتفادي الدخول في متاهة حسابات آخر الموسم٬ وكلها عوامل ستجعل من بطولة هذا الموسم مثيرة ومشوقة وجديرة بالمتابعة. وإذا كانت أندية الرجاء والوداد البيضاويين والجيش الملكي٬ بشكل خاص٬ قد أعدت العدة ونزلت بكل ثقلها واستثمرت أغلفة مالية ضخمة من أجل ضم أنجح المدربين في البطولة الوطنية (امحمد فاخر للأول ورشيد الطاوسي للثالث) والتعاقد مع أبرز اللاعبين٬ فإن الأندية الأخرى لم تدخر٬ على الرغم من محدودية إمكاناتها٬ جهدا في إعادة ترتيب بيتها حيث جددت الثقة في إداراتها التقنية كما هو الشأن بالنسبة للمغرب التطواني واتحاد الفتح الرياضي في شخص الإطارين الوطنيين عزيز العامري وجمال السلامي٬ في حين تعاقد فريق المغرب الفاسي مع الإطار الوطني عبد الغني بن الناصري٬ في الوقت الذي راهن الوافدان الجديدان٬ النهضة البركانية ورجاء بني ملال٬ على الإطارين المغربيين الشابين عزيز الخياطي وعبد الرزاق خيري. وبعد عطلة صيفية زادتها حرارة حمى الانتدابات والتغييرات٬ التي أقدمت عليها جل الأندية إن على مستوى إداراتها التقنية أو مكاتبها المسيرة٬ يبدو أن جميع الفرق٬ كل حسب إمكاناته وطموحاته٬ باشرت بتعزيز وترميم صفوفها من خلال تسريح لاعبين واستقدام آخرين تتوسم فيهم القدرة على تقديم الأفضل للفريق إلى جانب التغييرات٬ التي طرأت على إداراتها التقنية ومكاتبها المسيرة٬ وباتت على أهبة الاستعداد أولا للدخول في غمار المنافسة٬ التي لن تكون رحيمة بكل المقاييس٬ والانخراط ثانيا في إنجاح التجربة الاحترافية الفتية٬ التي تعيش موسمها الثاني وذلك عبر تقديم وتسويق منتوج كروي محترم يرقى إلى تطلعات الشارع الرياضي الوطني ولطموحات القيمين على شؤون الكرة المستديرة بالمملكة٬ خاصة وأن المنح التي باتت تخصص للفرق سواء المتعلقة بعائدات النقل التلفزي أو الاستشهار أو المرتبطة بالمكافئات المحفزة التي باتت ترصدها الجامعة للأندية المحتلة من المركز الأول إلى السادس٬ والتي بلغت في الموسم الماضي 310 ملايين سنتيم. وحتى تكون في الموعد٬ شمرت جميع الأندية وبشكل مبكر على ساعد الجد ودخلت في تربصات إعدادية داخلية وخارجية تخللتها العديد من اللقاءات الودية الهدف منها الرفع من عامل اللياقة البدنية والانسجام وخلق روح الفريق والوقوف على مكامن القوة والضعف حتى تكون قادرة على مواجهة موسم تبدو مؤشرات التنافس فيه في أعلى مستوياتها.