عقد الجانبان الفرنسي والمغربي إعمال المنتدى الحكومي رفيع المستوى التاسع، حيث أكد رئيسا وزراء البلدين متانة العلاقات بينهما، وجدد رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون تأكيد جدية بلاده في انفاذ الوعود التي أطلقها الرئيس نيكولا ساركوزي لجهة ترسيخ التعاون بين باريس والرباط، في المجالات كافة خاصة منح المغرب مساعدات مالية على شكل قروض او هبات تعهد، والمضي قدما في التعاون النووي وتقديم تسهيلات في الهجرة للمواطنين المغاربة. "" وأعلن فيون قبيل مأدبة رسمية اقامها على شرفه نظيره المغربي عباس الفاسي “هناك علاقة متينة بين المغرب وفرنسا منذ فترة طويلة، لكن نيكولا ساركوزي اراد توسيعها”. واضاف “هناك الكثير من الالتزامات التي اتخذت خلال زيارة ساركوزي الى المغرب، لذلك اتيت الى هنا لاطلاق هذه المشاريع”، التي عدد منها القطار السريع بين الدارالبيضاء وطنجة والتعاون على الصعيد النووي المدني وشراء المغرب معدات دفاعية. واكد فيون دعم فرنسا للمغرب في “كل توجهاته السياسية”. اما الفاسي فأشاد ب”العلاقة الفرنسية-المغربية الاستثنائية التي تميزها الصداقة والاحترام والتقدير”. وقال ان المغرب “ورشة كبيرة تشارك فيها فرنسا مشاركة كاملة”. ويفترض ان يتم التوقيع على عدة اتفاقيات اقتصادية، وان تدفع فرنسا مساعدة بنحو 75 مليون يورو لوضع دراسات جدوى القطار فائق السرعة من طراز تي.جي.في سيربط بين الدارالبيضاء وطنجة وتقدر كلفته بنحو ملياري يورو.والتوقيع على قرض بقيمة 150 مليون يورو لترام الرباط الذي ستنجزه شركة الستوم الفرنسية. والتوقيع على بيع فرقاطة الى المغرب. كما ستوقع الجمعية الفرنسية للتنمية مع المغرب عدة معاهدات قروض في مجالات مختلفة مثل التأهيل المهني وتطهير مياه الصرف في اغادير والنقل والكهرباء. واستقبل العاهل المغربي محمد السادس فيون امس بالقصر الملكي بمنتجع إفران السياحي وسط البلاد، وبحثا بالخصوص في الاتحاد المتوسطي، الذي اقترحه ساركوزي وعن وضع الشراكة المميزة مع الاتحاد الاوروبي التي ترغب فيها الرباط وقضية الصحراء. وأكد فيون أن مخاض مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، كان سريعا، مبرزا أن “المغرب ساهم بشكل كبير في ذلك، بفضل الدعم الذي قدمه الملك محمد السادس” في هذا المضمار. وأضاف قائلا إنه “منذ ذلك التاريخ، استطعنا أن نقنع كافة شركائنا الأوروبيين بالانخراط في هذا المشروع، ونشتغل حاليا بفعالية من أجل تنظيم قمة باريس (13 يوليوزالمقبل) واكد أن بلاده اعتبرت مقترح الحكم الذاتي للصحراء الذي قدمه المغرب جادا وذا مصداقية، مضيفا أن هذا المقترح “يشكل قاعدة حقيقية للتفاوض بين أطراف النزاع في الصحراء الغربية من أجل تحقيق تقدم للوصول إلى حل معقول”. فيون أكد كذلك “أن مفاوضات منهاست بين المغرب وجبهة بوليساريو لم تحقق حتى الآن تقدما في العمق”، معتبرا أن “المضي قدما في اتجاه التوصل إلى اتفاق، يحظى بتوافق الأطراف المعنية، حول حل معقول”، هو وحده الكفيل بأن يمكن من “جمع الأسر المتفرقة، وبناء مستقبل مستقر ومزدهر لهذه الجهة من العالم مبرزا أن الوقت قد حان لإيجاد حل لهذا النزاع الذي عمر طويلا، والذي يعيق بناء المغرب العربي”. وكان فيون قد كشف في حوار مع يومية “ليكونوميست” المغربية أن بلاده ستمنح المغاربة حوالي 150 ألف تأشيرة سنويا. وأكد أن بلاده تسعى إلى محاربة الهجرة غير الشرعية. وأعلن فيون دعم باريس لمنح المغرب وضعا متميزا في علاقته مع الاتحاد الاوروبي يتجاوز الإطار التقليدي للشراكة بين الطرفين. عن الخليج الإماراتية