رجل مخمور و"مقرقب" يتجول في شوارعالمدينة وبيده مدية حادة يلوح بها يمينا وشمالا أمام ذهول الجميع. لا أحد في المارة يصدق ما يرى، أصاب الأول والثاني وامرأة في الأربعينات من عمرها، مجموعة من الشباب يطوقونه يشبعونه ضربا بالأيدي والأرجل، يتمكن من الهرب، ثم يصيب طفلا في السادسة عشر من عمره بضربة مباشرة في قلبه الصغير ليسقط جثة هامدة بدون حراك. قد يبدو الأمر وكأنه سيناريو تمثيلي أو مشهد يذكرنا بالصراعات الأهلية في بلدان جنوب الصحراء،لكن المشهد هو ما وقع أولأمس الثلاثاء علىالساعة السادسة والنصف مساء بمدينة العرائش. فارق الطفل أشرف احميموش (الصورة) الحياة ليترك أمه الثكلى والمفجوعة لا تصدق ما وقع ويترك كل مواطني مدينة العرائش في حيرة من أمرهم أمام ما يرونه من تسيب أمني بلغ أشده. يروي أحد مرتادي مقهى اسبانيا حيث يعمل المرحوم أشرف كمساعد نادل : "لم نصدق ما سمعناه لقد كان أمامي منذ نصف ساعة بضحكته البشوشة وهمته المعتادة في عمله، ليته ما خرج من المقهى......" اختطفته المنون دون سابق إنذار أو خصومة مع أحد، كان قدره أن يكون الضحية الأولى لمجرم متوحش خرج توا من السجن بعد أن قضى عقوبة حبسية طويلة. صورة الطفل أشرف احميموش أمس الأربعاء على الساعة السادسة والنصف صباحا أمينة الزايير ذات الأربعين سنة تفارق الحياة جراء إصابتها البالغة التي تعرضت لها من نفس القاتل. وعلى الساعة السادسة مساء من نفس اليوم يوارى جثمان أشرف احميموش الثرى بمقبرة للا منانة ليتفجر غضب المشيعين ويندفعوا في تظاهرة حاشدة إلى ميدان ساحة التحرير ليعلنوا عن استنكارهم وغضبهم على تردي الحالة الأمنية بالمدينة وتقاعس رجال الأمن عن القيام بمهمتهم. أنظر شريطي الفيديو أحد المتظاهرين أكد ل"هسبريس" على أن رجال الأمن يأخذون مستحقاتهم من باعة المخدرات والخمر والقرقوبي وأنه رأى بأم عينهضبط أحد البزناسة الكبار والمدعو "طانطان" في حالة تلبس بأحد الدكاكين بحي اروافة ليقوم أحد ضباط الأمن بإخلاء سبيله بدعوى انه كان ينوي شراء حفاظات أطفال ويتم القبض على مراهقين يحملون مخدرات لا يتجاوز ثمنها عشرة دراهم. المتظاهرون وبعض الفعاليات المدنية أكدوا أنهم سيتظاهرون يوميا لفضح الحالة الأمنية المترديةوالمسكوت عنها حتى يقوم المسؤولون بكافة أدوارهم المنوطة بهم ليعيدوا للمدينة أمنها وبسمتها. أصحاب التاكسيات الصغيرة أكدوا ل"هسبريس"أنهم لن يسكتوا عما وقع وعن ما يتعرضون له يوما من حالات اعتداء آخرها ما وقع في نفس اليوم الدامي من تهشيم كامل لسيارة أجرة ولم يحرك الأمن ساكنا. وللذكر فقد عقد المجلس البلدي السنة الماضية دورة استثنائية بطلب من فريق مستشاري حزب العدالة والتنمية غير أن اغلب توصياتها بقيت دون تفعيل ولا زالت المدينة تعاني تدهور الأمن المرشح للتطور بفعل غلاء الأسعار وارتفاع البطالة واستفادة مجرمين عتاة من العفو الأخير.