اسمي مواطن، جنسيتي مغربي ،مهنتي معطل يحتج دائما،عنواني: الشارع، تهمتي : ضبطت متلبسا بمطالبة الدولةعبر الحكومة بالحفاظ على هيبتها وتطبيق التزام اصطلحنا عليه مع ثاني شخصية بعد الملك بمحضر 20 يوليوز. أنا لم أتصور يوما أن المطالبة بحفظ العهود تهمة وبحثت عنها في كل التشريعات الوطنية والدولية ،فوجدت فصولا تدين نقضها وتجرم نكثها، دلني إذن يارئيس حكومة الثقة والكرامة والتغيير على سند قانوني لخيانة عهدنا في ذلك اليوم، كلف خبراءك الكثر بخلق قراءة للقانون تدينني وتستبيح جسدي لهراوات وطني ،وكرامتي لاهانات قوات الأمن ،وحتما، لن يعدموا تأويلا لاحتجاجي ولسذاجتي وسيجدون كثيرا من المسكنات لأوجاع ضميرك. سيقترحون مثلا أنني وصولي مشاغب كسول أريد توظيفا مباشرا بلا مباراة ولم لا يقترحون عليك مثلا أن تطلب استشارة المحكمة الدستورية علها تقضي بلادستورية مطلبي لأنه يتنافى ومقتضى تكافؤ الفرص، ويمكنك أيضاً أن تدفع بأن حكومة الربيع الديمقراطي لن تلتزم بعهود حكومة الاستبداد المغادرة. ويمكن أيضاً أن تذرف دموعا ودعوات تقاسمني ألمي وستقترح أن تطبيني وتهيئ لي مستشفيات تسكن وقع الهراوات على رأسي وعلى باقي جسدي،ً وضمادات من مال حزبك لوقف نزيف جروحي. هل انتهى أمري في خانة ضحايا المرحلة كما أخبرني أمين سرك، متحسرا وهو رئيس لجنة التشغيل المكلفة من طرفك بتصريف مناصب الشغل المبرمجة ، كيف تقبل أيها المصلح باصلاح يصنف المغاربة الى مستفيدين وضحايا، كيف تستسلم لواقع الحكرة وتحشد تبريرات لعجزك عن انصافي، أي معنى لحراكنا وربيعنا مادام ينتج أوضاعا تمييزية حددت لي مصير الضحية المحكور، كيف تستقوي على واقعي وتشهر في وجه حقي قوانين وتشريعات تستطيع مراجعتها لحفظ هيبة دولة تلتزم ولا تفي ،أين إذن تكافؤ الفرص وأنا أسمع من نائبك حكمك الصادر في حق مطالبي يخبرني انك لم تجد لي مكانا في الاصلاح المرتقب وان نقط الحكامة الرشيدة والنمو و الشفافية وعنتريات الافلام الانتخابية لن تحل معضلتي وأن الدرس الذي يجب أن أستوعبه أن لا أثق بعد اليوم في الحكومة أو في شهر يوليوز وأن لا أثق في الحوار ولا في المنتخبين وأن لا أثق في السياسة والسياسيين، وأن الجأ الى أدبيات العدمية والتيئيس وأن أنقض العهود ولا أحفظ الوعود إسوة بالحكومة ورئيسها. أنا مواطن مغربي بسيط ، دخلت المدرسة من أجل الغد الكريم ،رحلت من أجل العلم وآويت الاحياء الجامعية واهترئت أمعائي من أكل مطاعمها تشهد المدرجات المتآكلة على التزامي وتعرفني باحات الجامعة، أنا لم أستسلم قط لاغراءات القرقوبي، ومشتقات الهلوسة ,أنا عزفت عن الليل والهوى زهدت في الحياة والشباب والصبا ،أنا تعبأت دائماً لغدي ، ونهلت الكثير من المعارف من أجل وطني ،أنا من انجز الأبحاث والدراسات وكتب الأطروحات ونال الميزات وتوصيات بالنشر ، أنا من ملت منه المكتبات وتعبت منه المراجع والفترات التدريبة والأنشطة الثقافية، أنا من شارك في الموائد المستديرة والمستطيلة ،أأطلعك على دفاتري وصوري وجوائزي وشهادات التشجيع ولوحات الشرف ووميداليات التفوق والتلميذ النموذجي،أنا كنت فخر أمي و باعث الأمل في شباب حيي ،أنا من انتظم بالتزام ومسؤولية في تنسيقات تبحث عن الحل عبر الحوار ، أنا لم أستسلم لخيبتي، ولم استسلم لقوارب الموت ووصفات الانحراف ولا تخليت عن أخلاقي ، وأعطيت دروسا في الاحتجاج الملتزم الصبور ، فلم تضربني اليوم ؟ لم تستقوي على حاجتي ويأسي وضعفي ،لم تقتل حلما حملته وحبيبا واعدته ، وغداً ظننته ابتسم ، أعرفتني ،أنا ذلك المعطل من ذوي الشهادات العليا، أنا من جشت هراواتك رأسي وأقدامك كرامتي. أنا من كنت في الساحات أناشد الحق والكرامة ، أنا من أسقطت الضربات حملي وضيعت الاحتجاجات لوني وطعمي ،أنا صاحب البذلة القديمة الباهتة كملامحي، والجبين المتعب المسطر بندبات الهراوات،سأبقى هنا في الميدان مؤمنا بوطني ، وبعدالة قضيتي أدعو الله واشكو له ضعفي وقلة حيلتي وهواني على بنكيران!