هاجمت التنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن التصريحات الأخيرة لكل من خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ونائبها عبد الحميد أمين، وعبد الصمد الديالمي وأحمد عصيد، والداعية إلى إلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي الذي ينص على معاقبة جريمة الفساد وإقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة لا تربط بينهما علاقة الزوجية. كما وصفت التنسيقية ذاتها التصريحات التي أدلى بها المختار الغزيوي رئيس تحرير "الأحداث المغربية" لقناة الميادين بالخطيرة التي تنال من دين الشعب المغربي وشرفه، معتبرة في بيان توصلت "هسبريس" بنسخة منه، كل هذه التصريحات تأتي في سياق ظروف وطنية ودولية "حساسة"، وفي وقت يسعى فيه من قالت عنهم العقلاء والمصلحون في هذا البلد نحو وضع لبنات إصلاح في إطار توافق مجتمعي يحافظ على "الاستثناء المغربي" في مجال التغيير ومحاربة الفساد. وأعلنت تنسيقية دور القرآن رفضها لمضمون تصريحات الرياضي وأمين والديالمي وعصيد والغزيوي، والمتمثل في نظر "التنسيقية" في الدعوة الصريحة إلى استباحة الزنا والنيل من كرامة المغاربة، وهي الدعوة التي رأت فيها طعنا في حكم قرآني قطعي واتهاما للقرآن الكريم بأنه شرع ما يربي في الناس الكبت والنفاق حين نهاهم عن الزنا. وشددت الهيأة نفسها على أن التصريحات المذكورة تُعتبر مسا بمشاعر الشعب المغربي وضربا لمؤسسة إمارة المؤمنين وتسفيها لعقول العلماء، وتمثل خرقا "للإجماع الوطني الذي تجسد من خلال التصويت على الدستور الذي يقيد مجال الحريات بما لا يتنافى مع الثوابت الوطنية وهُوية المغرب التي يتبوأ منها الدين الإسلامي منزلة الصدارة"، مُحملة الغزيوي مسؤولية تصريحاته وكل ما يمكن أن يترتب عليها من ردود أفعال "غير منضبطة" ومن مواقف "يُخشى أن تنعكس سلبا على المشروع الإصلاحي المغربي"، وداعية الحكومة والمجلس العلمي الأعلى والرابطة المحمدية للعلماء، لتحمل مسؤولياتها في صيانة أحكام الدين الإسلامي وتفعيل مقتضيات الدستور المتعلقة بهذا الموضوع، والتحلي باليقظة والحزم في مواجهة من وصفتهم بدعاة الفتنة. كما رفضت التنسيقية التي تتخذ من مدينة مراكش مقرا لها، تحميل عبد الله النهاري مسؤولية ما أقدم عليه الغزيوي، مُحذرة مما سمته ألعوبة صرف الاهتمام عن القضية الأصلية وجعل نهاري شجرة "تغطي غابة من الانتهاكات الخطيرة"، ومبينة إلى أن مقولة "اقتلوا من لا غيرة له" ليست حديثا نبويا ولا مذهبا فقهيا. واستنكرت التنسيقية المغربية لجمعيات دور القرآن في ختام بيانها ما اعتبرته تحيزا لا مسؤولا ولا مهنيا للقناة الثانية (2M) لصالح الطرح "العلماني الإباحي" ضدا على ثوابت الأمة ودستورها وهويتها.