أشعلت الأنوار ببرج الحجوي بطنجة لمجموعتيّ "إِيريكْ مَارْشَان" و"الفرقة الزجليّة لسِيوَة" المحييتين لأولى حفلات مهرجان "طرب طنجة" الذي انطلق فعليّا مساء أول أمس بحضور متعطّش للاطلاع على الطبق الموسيقي المتوسّطيّ الذي ارتأى المنظّمون من جمعيّة "روافد موسيقيّة" استهلال الدورة الرابعة به. المجموعة الخماسيّة، وهي ذات تركيبة فرنسيّة رومَانيّة، يقودها الفنّان إِيرِيكْ مَارشَان، عملت على تقديم باقة من أجمل إبداعاتها الفنيّة التي أعدّت بناء على بحوث في إيقاعات عالميّة غير مبنيّة على أيّ إقصاء.. وعنها أورد مَارشَان، ضمن تصريحه لهسبريس، بأنّ الثقافة والفنّ الرومانيّين "يمكن أن يتواجدا في كلّ مكان إذا ما تمّ البحث عنهما بالطريقة الصحيحة المحترمة في الإنسان آدميّته". ذات المجموعة القادمة من فرنسا، وهي المشتغلة على الغناء المرافق للعزف على الكونتربَاصْ والأكُورديّون والكمان والتَّرَاغُو، والضامّة لإريك مَارشَان وهِيلِينْ لاَبَاريِير ومَارسيَا دُوبْرْ وجَاكِي مُولاَرْ وكَاسْتِكَا أُولاَنْ، استرعت تجَاوب الحَاجِّين لمنصّة برج الحجوِي، المطلّ بشموخ على مينَاء طنجة، بغية الاستمتاع بالتركيب المتميّز لجماليّة الموسيقَى على عذُوبة الغناء. النصف الثاني من حفل الاستهلال الفعلي ل "طرب طنجة" كان أمَازيغيّا مصريّا من وَاحَة سِيوَة.. وقد حرصت المجموعة الثُّمَانيّة المشكّلة من صالح إبراهيم وإدريس الغافي، إلى جوار أحمد محمّد وأحمد بشير وعثمان إبراهيم وعلي محمّد وعلي عبد الله وفوزي إبراهيم، على جعلها احتفاليّة عبر المزج بين الإيقاع واللحن والكلمة والرقص والألعاب البهلوانيّة. وقال صالح إبراهيم بأنّ قدوم الفرقة الزجليّة الأمازيغيّة المصريّة إلى "طرب طنجة" يأتي بغية "عرض جزء من المكوّن الثقافي والفنيّ الأمازيغي الذي لا زال يحتفظ به سكّان سيوَة ويحرصون على توارثه جيلا بعد جيل".. مردفا ضمن تصريح لهسبريس أنّ التنقل لمنصّة برج الحجوي بعاصمة البوغاز يأتي ل "تعريف المغاربة بجزء من الموروث الثقافيّ الأصيل الذي تشترك فيه مصر والمغرب". العرض الفنّي المقدّم ب "طرب طنجة" من طرف السّيويّين جامع بين البساطة والجمال، كما مزج بين الحركة والغناء وضرب الطبل مع النفخ في النّاي وضرب الطبل وشدّ الوتر، وقد تخلّته محاكاة قدّمت حلّة لعروس أمازيغيّة سيويّة بزيّها التقليدي على أنغام قادمة من الواحة المعدّة أقصى امتداد جغرافيّ للأمازيغ بشرق شمال إفريقيا.