ما تزال قضية إقامة وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة عبد القادر عمارة، في مدينة واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو قبل أيام خلت، تثير جدلا واسعا واتهامات متبادلة بين المسؤول الحكومي ومناصريه، وبين مجلة "الآن" الأسبوعية التي نشرت في عددها الأخير فاتورة تكشف ما سمته "فضيحة" العشاء الفاخر للوزير "الإسلامي" الذي كلف عشرة آلاف درهم في ليلة واحدة، مُرفَقا بقنينتين من "الشمبانيا". جريدة "لي زيكو" الاقتصادية اليومية كشفت من جهتها عن كون رواية مجلة "الآن"، التي أشارت إلى تلك الفاتورة التي سُجلت خلال وجبة عشاء يوم الجمعة 8 يونيو الجاري، "تفتقد إلى الانسجام بحسب التقاطع في شهادات المنظمين والشخصيات المعنية التي كانت حاضرة في عين المكان". وأوضحت الجريدة ذاتها بأن الجدول الزمني ليوم الوزير عمارة يُظهر عدم انسجام اتهامات مجلة "الآن" له، باعتبار أن المسؤول الحكومي استقبل صحفيين طيلة صباح يوم الجمعة، وأدى الصلاة مع وفد مغربي قبل أن يذهب لملاقاة سفير المغرب لتناول طعام الغذاء. ووفق المصدر ذاته، فإن الوزير عمارة أقام مؤتمرا صحفيا في حدود الساعة الرابعة والنصف عصرا، ثم استقبل رئيس الاتحاد الاقتصادي والمالي للغرب الإفريقي UEMOA نهاية يوم الجمعة 8 يونيو، ثم غادر عمارة العاصمة البوركنابية في تمام الساعة الثامنة والربع مساء على متن الخطوط الجوية الفرنسية للبدء في مهمة أخرى. وجدير بالذكر أن مجلة "الآن" سبق أن نشرت في عددها 12 للفترة بين 22 و28 يونيو ملفا رئيسيا عنونته ب"وزير البيجيدي اعمارة خلّص الشراب بفلوسنا"، تضمن اتهاما للوزير اعمارة بإقامة عشاء فاخر بقيمة مليون سنتيم في غرفة رئاسية في فندق "بلاص لايكو واجا" في عاصمة بوركينا فاسو، في إطار الدورة السادسة لقافلة التصدير في إفريقيا، وأن هذا العشاء كان يتضمن قنينتين من خمر "الشمبانيا". وجاء رد اعمارة لاحقا باتهام المجلة بالكذب والافتراء و"استهداف شخصه، واستهداف شرف مسؤوليته وأسرته وعائلته الحزبية"، مؤكدا في بلاغ أصدره أخيرا بأن الفاتورة التي نُشرت هي فاتورة "مُزورة"، كما باشر دفاعه قبل أيام الإجراءات القانونية لرفع دعوى قضائية ضد مجلة "الآن".