تعهد الرئيس المصري الجديد محمد مرسي بأن يكون رئيسا لكل المصريين٬ مسيحيين ومسلمين٬ وباحترام المواثيق والمعاهدات الدولية التي وقعتها بلاده مع كل دول العالم. وفي أول كلمة للشعب بعد إعلان انتخابه رئيسا للبلاد، الأحد٬ بثها التلفزيون الرسمي٬ أشاد مرسي بتضحيات شهداء الثورة "ومن رووا بدمائهم شجرة الحرية وفتحوا الطريق أمام هذه اللحظة التاريخية من تاريخ البلاد"٬ ووجه أيضا تحية تقدير لأفراد القوات المسلحة ورجال الشرطة وأجهزة المخابرات ورجال القضاء والدبلوماسيين وكل العاملين بأجهزة الدولة وفي القطاع الخاص متعهدا بجعل الجيش مؤسسة قوية. كما أكد أنه سيجعل من أهم أولوياته ضمان استقلال القضاء عن السلطتين التنفيذية والتشريعية ورد الاعتبار لجهاز الشرطة٬ مبرزا أنه سيكون على نفس المسافة من كل المواطنين الذين لن يتميزوا إلا بمقدار عطائهم لوطنهم واحترامهم للقانون. وشدد رئيس مصر الجديد بأنه لن يكون هناك مجال للتصادم والتخوين مهما اختلفت التيارات والتوجهات٬ داعيا لبناء جبهة داخلية موحدة ومتراصة للخروج بالبلاد من هذه المرحلة الصعبة والانطلاق بها نحو مشروع نهضوي شامل. ودعا مرسي لتوظيف جيد لمؤهلات البلاد التي تعرضت في الماضي للنهب والسلب وأسيئ تدبيرها مذكرا بأن "الشعب المصري صبر كثيرا وعانى من الأمراض ومن الجوع ومن الظلم والقهر والتهميش وتزوير الإرادة وتزوير الانتخابات٬ وظل مع ذلك متطلعا لمرحلة يصبح فيها مصدر السلطة وهو ما تحقق بثورة 25 يناير التي أعادت للشعب حريته وحققت له العدالة". ودعا إلى توحيد الصفوف وجمع الكلمة حتى يتمكن الشعب من جني ثمار تضحياته من أجل قيم العيش الكريم والحرية والعدالة الاجتماعية وهي الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها الثورة. وتابع مرسي " أقول لكم بفضل الله وإرادتكم وليت عليكم ولست بخيركم وإنني سأبدل كل جهدي للوفاء بالانتظارات والتعهدات التي قطعتها على نفسي أمامكم جميعا" مضيفا "أعينوني ما أقمت العدل والحق فيكم وأطعت الله فيكم وما لم أفعل فلا طاعة لي عليكم". وأكد مرسي عزمه التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف النيل من وحدة البلاد الترابية٬ والحفاظ على أمن مصر القومي في كل أبعاده العربية والإفريقية والدولية والقومية٬ وتعهد باحترام المعاهدات والمواثيق الدولية التي أبرمتها القاهرة مع دول العالم. وقال إنه يحمل للعالم رسالة سلام٬ وسيعمل على التأسيس لعلاقات متوزانة مع كل قوى العالم تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والمنافع بين الأطراف المتساوية والمتكافئة٬ مشيرا إلى أنه لن يتدخل في شأن أي دولة ذات سيادة كما أنه لن يسمح لأي دولة أيا كانت بالتدخل في الشأن الداخلي المصري. وخلص مرسي بالتأكيد على "سهره على صون سيادة مصر وحدودها ومنع أي عدوان قد يستهدفها أو تفكير في هذا العدوان وعلى الدفاع عن كرامة المصريين في الخارج أينما وجدوا".