قال الكاتب المغربي الطاهر بن جلون إنه يفضل استخدام مصطلح "الانتفاضة" بدل "الربيع العربي"٬ معتبرا أن هذه الانتفاضة ليست سوى القطرة التي أفاضت الكأس. وأبرز بن جلون في ندوة حول "الربيع العربي" نظمتها مساء أمس السبت بلشبونة مؤسسة مؤسسة كلاوست كولبنكاي، تفرد المغرب في سياق إقليمي اتسم بحركات احتجاجية٬ مشيدا بالإصلاحات الديمقراطية التي أطلقها الملك محمد السادس. وأوضح الحائز على جائزة غونكور أن "الملك محمد السادس استبق تطلعات الشعب المغربي من خلال إعلانه عن إصلاح دستوري عميق في خطابه يوم 9 مارس 2011". وذكر الكاتب المغربي٬ في هذا الصدد٬ بالمصادقة الواسعة على الدستور الجديد٬ وتنظيم انتخابات تشريعية أفرزت تشكيل حكومة ائتلافية بقيادة حزب العدالة والتنمية. وتحدث بن جلون أيضا عن التغيرات الجارية في العالم العربي٬ حيث ذكر في هذا الإطار باندلاع الأحداث في تونس٬ لاسيما بعد إضرام محمد البوعزيزي النار في جسده في دجنبر 2010٬ وما تلاها من احتجاجات في عدد من البلدان العربية كمصر٬ حيث أرغم الرئيس حسني مبارك على التخلي عن الحكم في 11 فبراير٬ وليبيا حيث تم القبض على العقيد معمر القذافي وقتله بعد 42 عاما من الحكم الديكتاتوري٬ وسورية التي يتعرض فيها السكان يوميا للقمع. وألف الطاهر بن جلون٬ الحائز على جائزة غونكور سنة 1987٬ كتابين حول "الربيع العربي"٬ أولهما تحت عنوان "بالنار" وتناول فيه إضرام التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده٬ مما شكل الشرارة الأولى لاندلاع "ثورة الياسمين" التي أسقطت نظام زين العابدين بن علي٬ فيما عنون الثاني ب"الشرارة٬ انتفاضات في البلدان العربية"٬ وأكد فيه أن "جدار برلين ضخم يسقط٬ ولا شيء في المنطقة سيبقى كما كان عليه من قبل". وحصل الطاهر بن جلون على جائزة إيريش ماريا ريمارك للسلام عن مؤلفه "الشرارة"٬ وهي جائزة تمنح مرة كل سنتين مكافأة للأعمال التي تتناول موضوع السلام في الداخل والخارج.