في الدورة الثالثة لمهرجان إشراقات أكاديرية عبر العالم يكرم المجلس البلدي لأكادير ثلة من الوجوه البارزة في عالم الفكر والفن والإبداع من رجالات ونساء المدينة المشهود لهم بالعطاء الفني والفكري والإجتماعي والذين تجاوز صدى أعمالهم الوطن إلى دول أخرى. وقد اختار منظمو المهرجان في هذه الدورة كل من الباحث والأديب رشيد يحياوي، والفنان التشكيلي مصطفى بلقاضي والفنانين الأخوين محمد وعزيز أوشامخ ثم الفاعلة الإجتماعية محجوبة إيدبوش، اعترافا بمجهوداتهم الكبيرة في مجالات تخصصهم . المهرجان تقليد سنوي يهتم بالفاعلين في مجال الثقافة والفن والفكر والأدب من الذين بصموا بأعمالهم الحياة الإنسانية ولقيت أعمالهم اعترافا وطنيا ودوليا. الدكتور رشيد يحياوي: أكادير ليست مدينة للشمس والبحر الذي تعرفون فقط، إنها شمس الفن وبحر الإبداع من الوجوه المكرمة في اليوم الأول من إشراقات أكاديرية عبر العالم؛ الناقد والأديب رشيد يحياوي أستاذ جامعي بجامعة ابن زهر منذ 1989، من مواليد 1961، له أعمال عديدة في النقد والأدب عموما أولها: الشّعرية العربية؛ الأنواع والأعراض الصادر سنة 1991، وآخر أعماله : حي في العماء الصادر عن وزارة الثقافة المغربية في 2012. وبين العملين إنجازات أدبية عديدة في النقد والدراسات طبعت في القاهرة والبحرين والأردن وغيرها من الدول العربية. رشيد يحياوي '' أديب متواضع شديد الصلة بالأرض وبالبلد '' كما وصفه المفكر والناقد سعيد يقطين الذي قدم كلمة مختصرة عن الأديب المحتفى به في هذا المهرجان، مشيدا بمبادرة تكريم الفنانين والمثقفين في حياتهم قبل وفاتهم، و'' أن التكريم هو رأسمال الفنان والمبدع وأن المجتمع الذي لا يعترف بمبدعيه ولا مثقفيه ليس مجتمعا حتى وإن تأتت له سبل المال والأعمال ''. فلا شيء أكبر وقعا على نفسية المبدع من أن تقول له '' لقد قمت بدور جميل في الحياة '' يضيف يقطين ، الذي عبر عن سعادته بالتواجد بين أحبابه بمدينة أكادير. في الكلمة التي تناولها أحد المحتفى بهم في هذه الدورة ، الناقد يحياوي عبر عن شكره للذين فكروا في تكريمه، معتبرا أن هذا اليوم مشهود في حياته، وأن التكريم يد تمتد نحو المحتفى به لتجعل أنفاسه اللاهثة تتقوى ويواصل العمل والإبداع. مصطفى بلقاضي: الفنانون لا يطلبون الكثير، لا يريدون سوى التقدير والإعتراف من الوجوه المحتفى بها في الدورة الثالثة لمهرجان إشراقات أكاديرية عبر العالم، بدا سعيدا وهو يرتجل كلمة أما الحضور الوازن لشخصيات الفكر والأدب والفن بالمدينة، قائلا بدعابة بأن كلماته ورسائله يقولها دائما باللون والصباغة وأن للخطابة أهلها. معبرا عن امتنانه لمبادرة التكريم هذه التي '' أخرجته من محترفه ليلتقي بمحبي فنه '' كما قال الدكتور حسن وهبي الذي قدم ورقة عن الفنان التشكيلي مصطفى بلقاضي، مؤكدا أن هذا الفنان يكتشف بفنه ولوحاته الجمال فالجمال يُكتشف. الفنان مصطفى بلقاضي حاصل على دبلوم الفنون التطبيقية بفاس سنة 1980، اشتغل مدرسا للفن التشكيلي 7 سنوات، كما حصل على جوائز دولية ووطنية. يقيم معارض للوحاته في عواصم عالمية : بفرنسا، إسبانيا، ألمانيا، وغيرها. يشار إلى أنه سيتم تكريم في اليوم الثاني للمهرجان كل من الأخوين عزيز و محمد أوالشامخ من مؤسسين فرقة إزنزارن الشهيرة والتي انقسمت في 3 مارس 1976 إلى ''إزنزارن الشامخ'' و'' إزنزارن عبد الهادي ''. كما سيتم تكريم الفاعلة الإجتماعية محجوبة إيدبوش، إحدى الناشطات في المجال الجمعوي اللواتي بصمن بعطائهن الساحة الإجتماعية بأكادير والجهة عموما. عمدة أكادير: اهتمامنا بالثقافة كبير كباقي المجالات الأخرى في تصريح خص به "هسبريس" عقب مهرجان إشراقات أكاديرية عبر العالم قال طارق القباج عمدة أكادير بأن اهتمام المجلس الجماعي المسير لشؤون المدينة بالشأن الثقافي وبالمثقفين هو نفسه الإهتمام الذي الذي يوليه المجلس للمجالات الأخرى. فقوة أكادير لا تكمن في العمران أو الإقتصاد فحسب بل تكمن كذلك في مساهمة المواهب الأكاديرية ثقافيا وفنيا في المقومات الإنسانية والكونية. "مديرة القسم الثقافي في البلدية اقترحت الفكرة منذ أربع سنوات وما كان من المجلس سوى أن يدعم كل ما يرقى بالعمل الثقافي بالمدينة". ففي المدينة أعلام الفن والثقافة والأدب وغيرها من المجالات وكلهم يستحقون التكريم، يقول عمدة المدينة. تجدر الإشارة إلى أن إشراقات أكاديرية عبر العالم هو تقليد سنوي يكرم فيه شخصيات من عالم الفن والإبداع وغير ذلك ممن تجاوز صيتهم أكادير والمغرب ليصل إلى دول أخرى. وقد تم تكريم شخصيات عديدة في الدورتين السابقتين . في الدورة الأولى تم تكريم كل من الروائية زهرة المنصوري الحائزة على جائزة الفكرالعربي لسنة 2009، والفنان الموسيقي إدريس الملومي الحائز على أفضل أسطوانة بأروبا لسنة 2008، والفنان الفوتوغرافي سعيد أوبرايم الفائزبالميدالية الذهبية للصورة سنة2008، والباحث امحمد الملاخ الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب لسنة 2009 . بينما تم تكريم كل من الأديبة لطيفة باقا، محمد سنوسي، بن لحسن واكريم و الفنان عموري مبارك في الدورة الثانية من المهرجان. [email protected]