شنّ راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الاسلامية التي تقود الحكومة في تونس منذ فوزها الكاسح بانتخابات أكتوبر الماضي، هجوما عنيفا على الرجل الأول في تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، متهما بكونه" كارثة على الإسلام والمسلمين"، مضيفاً أن تيار الظواهري لا يدخل بلدا إلا وخربها مثل العراق وافغانستان والصومال، وذلك عقب مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء بتونس العاصمة. ويعتبر هذا الكلام ثاني رد فعل للزعيم الإسلامي التونسي على تصريحات للظواهري في تسجيل صوتي منسوب إليه، والذي وجه من خلاله انتقادات لحركة النهضة، حيث قال أن حزب الغنوشي، الذي يرأس الحكومة، خدع نفسه والإسلام لكونه لم يدرج الشريعة في الدستور الجديد لتونس. وفي تصريح أوليّ للغنوشي، خلال حوار مباشر على القناة الأولى التونسية بُث أمس الثلاثاء، قال الزعيم الإسلامي التونسي أن الظواهري "أعطى لحركتنا شهادة مجانية توضح لكل الناس أننا لا نمثل الإرهاب والتطرف.. بل ننتمي للديمقراطية". وارتباطا بالأحداث الأخيرة التي شهدتها تونس من احتجاجات الآلاف من السلفيين والتي خلفت قتيلا لحدود الساعة مع فرض حظر للتجول في بعض المدن التونسية، نفى الغنوشي أن تكون رسالة الظواهري هي من دفعت إلى تنظيم هاته التظاهرات "السلفية"، نافيا تواجد تنظيم القاعدة بتونس. الغنوشي أوضح كذلك أن التيار السلفي بتونس ليس قاعديا، و"سوف تستردهم تونس كما استردت التيار اليساري الثوري المتشدد"، ليردف كلامه بكون الجبهة الدينية بتونس لا تحتمل سوى الحوار والتواصل.