اليوم العالمي للبيئة- 5يونيه- يوم يجب ألا يمر في المغرب، وفي جهتنا الشرقية كما تمر سائر الأيام ؛أو سائر التلوينات الأممية لأيام الله الحسنى في بيئة أرضية رائعة ؛لا أعظم منها غير خالقها. بيئة دعينا لنتأملها – قبل ميلاد فلسفتنا- تأمل الفلاسفة؛ثم متعنا بكل الحياة لنعيد التأمل كرات وكرات. بيئة انتصبت، بهذا التقدير الرباني, أساسا صلدا ومحسوسا للايمان. وكذلك كان ؛ولأن الأمور بكل هذه الدرجة من الأهمية في هذا المعمار الإسلامي الشامخ ؛يغدو الحفاظ على البيئة, حفاظا على أساس إيماني محسوس؛رتب الخالق المبدع ألا تكون حياة الخلق كله مرتبطة إلا به في كل الأزمنة. حتى ذواتنا هيئت بكيفية تضمن حسن ارتباطنا بأمنا الأرض؛منها خلقنا، ومنها وفيها رزقنا؛ وحينما نموت نعود إلى رحمها؛ وإلى سيرة ذواتنا الأولى إلى أن ينفخ في الصور. توقفت – تخليدا لهذا اليوم- عند جانب من حوار طويل أجريه ,بكيفية مستمرة,مع جبالي حيث أعيش كنسر عمر أبي ريشة. حوار متواصل يشهد الله أني أستحضر فيه عالم الغابة والجبل كمحاورين حقيقين يقصان علي آلاف الحكايا؛ حيث لا تلمس غير جحود ونكران الساكنة ,والجهات المكلفة بصيانة الغابة. حتى الحزام الأخضر بمنطقة أزغوغ(جماعة مستفركي: وجدة أنكاد) ويعود الفضل فيه إلى برنامج فلاحي تشجيري أشرف عليه, في الستينيات, مهندسون فرنسيون ؛إذ كللوا الجبال المحيطة بعشرات الهكتارات من شجر اللوز ؛بأشجار الصنوبر والعرعار,تحسبا لانجراف التربة,وحماية للأشجار من الرياح؛حتى هذا الحزام استشرى فيه القطع أخيرا؛بل استعر فيه القتل. لا تتعجبوا يحدث هذا برخص تسلمها إدارة المياه والغابات للمالكين ؛وكأن قمم الجبال أصبحت من العقارات المملوكة للخواص. تدخلي لدى المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر لم يسفر سوى عن تأجيل الجريمة مدة سنتين؛ وهي اليوم تقع ,وتتهاوى الآن أشجار الحزام في المنطقة المذكورة. كل مشاريع التشجير الحديثة, بغابة الزكارة ,تنتهي بغرس آخر شجرة ؛اذ سرعان ما يدب فيها اليبس من انعدام التعهد؛ريا وحراسة . وإذا لم تتدخل الجهات المعنية- مركزيا وجهويا- لتدارك هذا فسأرفع شريطا مصورا للسدة العالية بالله. لقد أعذر من أنذر.ولقد بلغ السيل الزبى. رجاء أوقفوا باستعجال مذبحة الأشجار في المنطقة المذكورة. تبذر الملايير في مشاريع محكومة بالفشل ,وبالتواطؤ الإجرامي، توقفت عند بعض من حواراتي البيئية مع جبالي ؛وأبى صديقي محمد شركي,في وجدة ستي, الا أن يدخل على الخط ليثري الحوار بخطاب البيئة في القرآن الكريم؛ وبتضاريس النص الإلهي المعجز التي لا يتوقف عندها علماؤنا كثيرا؛ حتى بدا وكأن خطاب البيئة خطاب حداثي غربي ليس إلا وتمثلنا له، بهذه الكيفية هو الذي يدخله خانة التحسيني فقط وليس ألحاجي. خطاب ترف ويوم نفرد له ثواني في نشرات الأخبار لنمضي إلى تنكيلنا اليومي بالبيئة بل بمكون إيماني حضر منذ اللحظات الأولى للوحي. تحياتي لموقع هيسبريس على المساحة البيئية التي غرسها –في اليوم العالمي للبيئة- بصرختي بل بصرخات جبال وغابات أغناها الله عن الكلام. [email protected]