ما زال متظاهرون يحتلون ميدان التحرير، اليوم الأحد، غداة تظاهرات كبيرة احتجاجا على تبرئة قيادات وزارة الداخلية المتهمة بالتورط في قتل المتظاهرين اثناء الانتفاضة التي اطاحت الرئيس السابق حسني مبارك في 11 فبراير 2011. حيث أدت الاحكام التي صدرت أمس السبت في قضية مبارك الى زيادة الاحتقان السياسي مع اقتراب الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المقرر اجراؤها في 16 و17 يونيو الجاري، والتي سيتنافس فيها مرشح الاخوان المسلمين محمد مرسي واخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق احمد شفيق. وتجمع عدة مئات من المتظاهرين في هدوء صباح الأحد في ميدان التحرير بعد ان ناموا فيه اثر تظاهرة شارك فيها اكثر من عشرين الف شخص السبت. كما أقام المتظاهرون نموذجا مصغرا لمقبرة تحية "لشهداء الثورة" الذين يعتقدون ان القضاء لم يقتص لهم. فيما علقت في الميدان لافتة كبيرة كتب عليها "شهداؤنا يستحلفوننا عدم الرضوح للمؤامرة" التي تستهدف الثورة، واخرى كتب عليها "وحياة دمك يا شهيد، ثورة تاني من جديد". وشهدت كذلك مدن عدة من بينها الاسكندرية والسويس والاسماعيلية وبورسعيد (شمال) والمنصورة (دلتا النيل) تظاهرات احتجاجية مماثلة. وتعرض مقَرّان لحملة احمد شفيق في الفيوم (100 كيلومتر جنوبالقاهرة) والغردقة (على البحر الاحمر) لهجوم من قبل مجهولين بحسب اجهزة الامن. ومن جهته، وصف مرشح جماعة الاخوان للرئاسة محمد مرسي الحكم في قضية مبارك بانه "هزلي" ودعت الجماعة الى تظاهرات احتجاجية. وفي نفس السياق، كتبت صحيفة الشروق المستقلة في عنوانها الرئيسي "المؤبد لمبارك والبراءة لنظامه"، فيما قالت صحيفة التحرير "المؤبد لفرعون وهامان (وزيره) والبراءة لجنودهما". أما صحيفة الاهرام فقالت في صدر صفحتها الاولى ان "الغضب يجتاح مصر لعدم القصاص للشهداء". وأضافت "شباب الثورة يعود للتحرير ويكرر الشعب يريد اسقاط النظام". وأمضى مبارك أمس السبت اول ليلة له في مستشفى سجن مزرعة طرة جنوبالقاهرة في حين كان حتى الان يقيم في مركز طبي تابع للجيش بشرق العاصمة المصرية. وحكمت محكمة جنايات القاهرة السبت على مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لكنها برأت ستة من كبار معاوني العادلي يحملهم المتظاهرون مسؤولية قتل اكثر من 850 شخصا اثناء الانتفاضة على الرئيس السابق. وبرأت المحكمة نجلي مبارك علاء وجمال استنادا الى ان التهمة الموجهة اليهما وهي استغلال نفوذ والدهما للتربح سقطت بالتقادم. الا انهما يظلان في السجن محبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات في قضية اخرى يواجها فيها اتهامات بالتلاعب في البورصة. غير ان تبرئة مساعدي العادلي الستة هي التي اثارت الغضب الشديد اذ رأي فيها كثير من المصريين رسالة موجهة الى نظام امني ممقوت ومتهم بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الانسان، مفادها ان القمع سيظل بلا عقاب.