في الصورة التوأم صفا ومروة في غرفة الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالمغرب أمس (تصوير: خديجة الطيب) تقدم سعيد العيسي والد التوأم السيامي المغربي بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أمر بنقل التوأم صفاء ومروة -11يوما- إلى السعودية لإجراء الفحوصات الطبية حول إمكانية فصلهما، داعيا الله أن تتكلل العملية بالنجاح ويعود إلى المغرب حالما طفلتيه منفصلتين. وقال العيسى ": أعيش لحظات فرح وأمل أكبر بإمكانية علاج صفاء ومروة بفضل إنسانية الملك عبد الله الذي وجه بالاهتمام بالتوأم وتقديم الرعاية الصحية وسرعة نقله إلى السعودية للعلاج، وهذا ليس غريبا على القيادة السعودية". وأضاف أن عائلته والجيران والوسط الطبي استقبلوا خبر مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعلاجهما في المملكة وعلى نفقته الخاصة، بفرح شديد حيث عمت البهجة حي مولاي إسماعيل حيث تسكن العائلة وقسم الإنعاش بمستشفى ابن رشد حيث التوأم لا يزال يتلقى الرعاية الطبية منذ ولادته يوم السبت 15 مارس الجاري. وأكد سعيد أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين أعادت له الأمل بنجاة طفلتيه من الحالة التي ولدتا بها، كما أعادت الفرحة لقلوب الأسرة بعد أن كاد الهم والحزن يقضي على أي أمل لنجاة التوأم، وأضاف لم "أعرف طعم الراحة منذ ولادة صفاء ومروة فحين رأيتهما تأثرت كثيرا وبكيت لحالتهما وطرقت كل الأبواب وبحثت كثيرا لعلي أجد من يساعدني على علاجهما، إلى أن جاءت المبادرة الملكية الكريمة". وأكد سعيد أنه لم يتلق عروضا أخرى لعلاج التوأم سوى مبادرة السعودية والتي جاءت بعد أن أكدت المستشفيات المغربية عدم قدرتها على المضي قدماً في المخاطرة بعملية فصل التوأم في ظل إمكانيات شبه معدومة للتعامل مع مثل هذه الحالات التي تحتاج إلى تجهيزات دقيقة. وأشار أن المبادرة جاءت في وقت مناسب وحساس بالنسبة لحياة التوأم الذي لا يزال في قاعة الإنعاش بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، وأضاف "جاءت المبادرة الكريمة بعد مرور أسبوع على ولادة صفاء ومروة واستقرار حالتهما الصحية، فكان لابد من قرار رحيم يعيد الأمل لمستقبل وحياة التوأم". وأشار سعيد أنه لم يتم تحديد موعد السفر إلى المملكة، لكنه أكد أنه بانتظار انتهاء إجراءات السفر والمغادرة سريعا إلى السعودية لأن حالة التوأم حاليا مستقرة وصحتهما جيدة. وأكد أنه مطمئن للسمعة التي تحظى بها السعودية في مجال فصل التوائم السيامية لاسيما بعد نجاح عملية التوأم المغربي إلهام وحفصة. وأشار والد السياميتين أنه لم يلتق بعد أي مسؤول سعودي لكن الفريق الطبي المغربي أكد له أن خادم الحرمين الشريفين وجه بالاهتمام بالتوأم وتقديم الرعاية الصحية وسرعة نقلهما إلى السعودية، وأضاف أن الاتصال والتنسيق يتم حاليا بين مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء ومدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض. وقال إن الأطباء المغاربة أخبروه بأن العملية ستتم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية، على يد فريق طبي وجراحي مختص سبق أن أجرى عمليات ناجحة لعدة توائم ولحالات أكثر تعقيدا من حالة صفاء ومروة. وعن نسبة نجاح العملية قال سعيد إن الأطباء أكدوا أن نسبة نجاح العملية تبلغ 80%, وأن التوأم ولدتا ملتصقتين في منطقة الصدر والبطن مع عدم اكتمال جدار البطن السفلى لكن باقي الأعضاء كاملة منفصلة وتعمل بشكل جيد، وأن حالة صفاء ومروة جيدة ومستقرة، وأن ظروفهما الصحية مناسبة لإجراء العملية. وقال إنه ليس متخوفا من إجراء عملية جراحية للتوأم في سن صغيرة لأن الأطباء أكدوا له أن فرص نجاح فصل التوائم الملتصقة تكون أفضل وهم في سن صغيرة، وبالنسبة لمخاطر العملية والمفاجآت التي قد يكشف عنها الفحص الطبي الدقيق للتوأم قال العيسي إن أي عملية جراحية دقيقة لا تخلو من مخاطر وصعوبات ولكن بخبرة الفريق الطبي الطويلة سوف يتم التغلب عليها. وبدا الأب وهو عامل يتقاضى راتبا بسيطا، مرتاحا نفسيا ومتقبلا فكرة إجراء عملية فصل التوأم، وقال "لم يكن يخطر في بالي يوما أن أعيش هذه التجربة فقد تزوجت حديثا وهذه أول فرحتي، وكان حلمي مثل أي شاب أن أتزوج وتكون لي أسرة وأطفال، وكنا نحلم أنا وزوجتي بأن نحيا حياة عادية، لكن مشيئة الخالق دفعتنا الى لنكون في خضم الأحداث فتغيرت حياتنا تماما بعد أن انجاب صفاء ومروة". وعبر عن أمله بأن تنجح عملية الفصل، مشيرا إلى أن حلمه يكمن في احتضان صفاء ومروة وهما منفصلتان عن بعضهما. ويعتبر التوأم صفاء ومروة ثاني توأم سيامي مغربي يتم علاجه بالسعودية حيث سبق أن تم علاج وفصل التوأم السيامي المغربي حفصة وإلهام بعملية استغرقت 17 ساعة ونصف وتكللت بالنجاح. ""