قالت مبتسمة : يجب ان يفهم الرجال في زمننا هذا ان المرأة تستطيع لو ارادت ان تقف بوجه أخطائهم وغرورهم الذكورية التي يسيطرون بها علينا يساندهم المجتمع والتخلف الذي نعيشه. شاركتها الابتسامة متسائلة طبعا هل تشرحين كلامك..؟؟؟ تابعت حديثها: رغم انني لم اتجاور الثانية والعشرين من عمري الا انني خرجت من تجربة الزواج ام لطفلين ولقب مطلقة كانت تجربة مريرة لكنني والحمدلله تخلصت من مرارتها تماما وأجدني أعيش حياتي كما أريد انا لا كما يريد الاهل والزوج. حين تزوجته في عمر السابعة عشر كان بناء على موافقة الاهل كونه شابا لا يعيبه جيبه كما يقولون عشت معه عذابا لا يصدقه احد لان مظهره الوديع وكلماته الرقيقة أمام الناس وهدوءه كان يثير الشكوك من حولي بأنني لا أعرف التعامل معه . شعرت بالقهر لاثبت لهم حقيقته حيث كان قاسيا مؤذيا بالكلمات ويعتبرني كما يقول ( انت مجرد حذاء انزعه وقت ما اشاء) وحين أعترض وأرفض ألفاظه الخشنة وشتائمة وسخريته يهجم علي ضربا امام أطفالي الذين ينتابهم الرعب ولا يملكون الا البكاء. هربت من معاملته القاسية لأهلي ذات مرة وحين رأت والدتي جسدي المبقع بألوان حمراء وزرقاء استنكرت الفعل والعجيب انها لم تصدق ان ما يتوزع في انحاء جسدي من ازرراق ما هو الا نتيجة ضربة لي لأتفه سبب وحين اقسم لها أنه ضربني تربت على كتفي وتقول هكذا هم الرجال لابد انك مقصرة معه في شيء ما ..ماذا سيقول الناس عنك ؟ ومن بين دموعي وآهاتي وانا أتمتم : لم أعد استطيع الاحتمال لا أريده يا أمي ... تصرخ أمي انت مجنونة كل الازواج يضربون هذه مسألة اعتيادية الا تذكري والدك. وحين يزرونا عند أهلي لاعادتي يتحول الى حمل وديع .. وتتجة انظارهم لي وكأنهم يقولون لي كم انت ظالمة لهذا الرجل أعود له .. لبيتي وتعود المعاناة بمجرد ان يغلق الباب وراءنا. عشت حيرة في أن أقنع من حولي بقسوته وإهانته وتلفظه لي بشتائم نابيةلا تقبلها أي امرأة.. واستمرت الحياة ... بعد السنة الثالثة .. طلقني في فورة عصبيته لكن بعد فترة عدت واستمرت الحياة .. بعد عدة أشهر .طلقني مرة أخرى. ثم عدت لأهلي ثم رجعت إليه .... ثم عدت إليه .. وطلقني ثالثا.. وكان الجميع يعتبر ان طلاقي غير صحيح لانه في فورة غضب لكنني وحدي كنت أعيش المأساة فكرت انني يجب ان آخذ موقفا كرامة لي فلم أستشر احدا وقدمت انا طلب الطلاق وصممت عليه ورحمني الله بأن القاضي صدقني .. وبعد ستة أشهر في المحكمة حصلت على صك االنجاة .. وبدأت أبحث عن نفسي لأجتهد وأعمل .. وبما أنني كنت بارعة في فن المكياج .. استقبلت زبائن في بيتي لارسم على وجوهن خطوط الجمال زارتني صحفية وأعجبت بعملي وأجرت معي حوارا وتصدرت صورتي احدى صفحات جريدتها.. كانت الصدمة انه بدأ بشهر بإسمي وسمعتي بمجرد ان صورتي نشرت في جريدة لكنني رغم كل شيء وما يقوله عني أدرت ظهري لكل تقولاته وهربت من معاناته وسخافاته وقررت ان أعيش من جديد لنفسي ولأطفالي وأتمنى ان تتعلم كل امرأة ان ترفض القسوة وإهدار الكرامة وان الطلاق ليس سبة أو لعنة لكنه تحقيق الكرامة والبحث عن الذات الحقيقية بعيدا عن أوهام رجل يعتقد لانه ذكرا ملك الحق والعالم..!! رحاب الهندي