نظمت المجموعة الوطنية للمجازين المعطلين شكلا احتجاجيا جديدا، اختار من خلاله المحتجون امتهان "الفراشة" (الباعة المتجولون)، لمواجهة البطالة استجابة منهم للمبادرات الحكومة الرامية إلى دفع الشباب نحو التشغيل الذاتي على حد تعبيرهم. يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه المجازون المعطلون امتهانهم "الفراشة" ردا على خطاب رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران أمام البرلمان يوم الإثنين الماضي، والذي أكد خلاله استحالة توظيف المعطلين في أسلاك الوظيفة العمومية، داعيا إياهم إلى المبادرة الفردية والتشغيل الذاتي، لحل أزمة البطالة التي يعانونها، هذا ودشن المحتجون احتجاجهم، بمنافسة الفراشة الحقيقيين، في ساحة باب الحد وسط العاصمة، حيث عمد أزيد من 50 مجازا معطلا إلى عرض منتوجات متنوعة، من ألبسة وخضر وفواكه، وأكسسوارات نسائية، وغيرها من المنتجات التي ينشط فيها الباعة المتجولون للتعبير عن استجابتهم لنداء رئيس الحكومة. واستأثر الحدث باهتمام كبير من لدن المواطنين الذي كانوا في عين المكان، حيث تجمهر العشرات منهم حول مبادرة المعطلين، الذين لم يجدوا بدا من رفع شعارات تذكر الحضور، بمطالبهم المستعجلة والمتمثل في التوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وكذا معاناتهم اليومية مع البطالة، وقوات الأمن التي أصبحت حسبهم لا تترك لهم متنفسا للتظاهر السلمي. ورفع المحتجون لفتات يستهزؤون من مقترحات رئيس الحكومة، بخصوص التشغيل الذاتي من قبيل "أش بغيتي الوظيفة سير تبيع ما طيشة". وبعد أزيد من ساعة من التجارة التي لم تكن إلا شكلا من أشكال الاحتجاج، نقل المجازون المعطلون بضاعتهم صوب البرلمان المغربي، لإيصال رسالتهم إلى نواب الأمة، إلا أن قوات الأمن حسب ما عاينت هسبريس، حالت دون ذلك حيث تدخل بعنف لتفريقهم قبل أن يلتئموا في شكلهم الاحتجاجي الاستثنائي.