"فين أيامك"؟ يا "صقر" العدالة والتنمية.. انتهى زمن "العنترية".. كان "حتى كان"، كان مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات بالمغرب، في حكومة "الفاتح" عبد الإله بنكيران (انتخابات 25 نونبر 2011)، يبشرنا بالعدل والحريات وبأشياء أخرى . وكان (ولن يسامحه التاريخ) يصول ويجول، وينتقد البعيد والقريب والعدو والصديق، داخل قبة البرلمان وخارجها. كان متمردا ومندفعا و"حتى بدون سبب".. "دافع" عن الصحافي نيني وتنكر له.. اليوم (طبعا) ليس كالأمس.. "دافع"عن الكثيرين بالأمس وتنكر لهم اليوم.. لقد اختار الخنوع والخضوع.. انتهى زمن "العنترية".. وابتدأ عهد البروتوكول واحترام الطقوس وتقديس النفوس.. كما يريد بنكيران وحزب العدالة والتنمية.. واستمر مسلسل المحاكمات الصورية والأحكام الجائرة والانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان.. لكن، ما العمل؟ "علي وعلى أعدائي".. أو "علي وعلى أصدقائي".. الحظ (السياسي) يبتسم مرة واحدة.. والسيد الرميد يدرك أن الحظ (السياسي) قد لا يبتسم له مرة ثانية.. ما العمل؟ حرق كل الأوراق.. وخاصة الأوراق "الجافة/اليابسة"، الأوراق القابلة للاشتعال بدون عناء.. الأوراق المتملقة، الأوراق المتطلعة الى "القمة"، ولو على جثث الأبرياء والمظلومين.. "كل الضمانات متوفرة لإنجاح إصلاح العدالة": يقول السيد الرميد، "صاحب/مهندس" مبادرة "الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة". ما رأي السيد عبد العزيز النويضي، المستشار سابقا للوزير الأول السابق عبد الرحمان اليوسفي، والرئيس السابق لجمعية عدالة، (توجه الي الملك قائلا تبارك الله عليكم)؟ وما رأي السيد النقيب عبد الرحيم الجامعي (المرصد المغربي للسجون)؟ وما رأي السيد عبد اللطيف الحاتمي رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء؟ ما رأي باقي "الحمائم" ورفاق وأصدقاء "الحمائم"؟ ما رأيكم، كلكم، محامون وقضاة؟ ما رأيكم عضوات وأعضاء "الهيئة العليا للحوار الوطني حول إصلاح منظومة العدالة"؟ هل تذكرتم "رفاقكم"؟ عبد الرحيم برادة وعبد الرحمان بنعمرو، مثلا... هل تذكرتم الأوراق الممانعة، الأوراق غير القابلة للاشتعال؟ ما رأيكم في قضية بنبركة وباقي مجهولي المصير...؟ ما رأيكم في استمرار الاعتقال السياسي والاختطاف والتعذيب...؟ ما رأيكم في استمرار الفساد والظلم والاستغلال والاضطهاد...؟ ما رأيكم في استمرار الإفلات من العقاب؟ ما رأيكم في استمرار سنوات الرصاص؟ هل تعتقدون أنكم "عباقرة"؟ هل تعتقدون أننا "في دار غفلون"؟ هل تظنون أن الشعب المغربي بدون ذاكرة؟ هل أنتم أذكى من المهدي ودهكون وزروال وعمر وسعيدة وكرينة ورحال وبلهواري والدريدي وزبيدة والمعطي وبنعيسى والحمزاوي وباقي شهداء شعبنا...؟ إن الرميد، وزير العدل والحريات، وكباقي الوزراء، يعمم العجز.. إنه يعمم الخنوع والخضوع.. إنهم يعممون الخنوع والخضوع.. والأجدر، أن يعترف. بل وأن يستقل وأن ينتظر المحاسبة وأشياء أخرى.. والأجدر، أن يعترفوا. بل وأن يستقلوا وأن ينتظروا المحاسبة وأشياء أخرى..