استمع قاضي التحقيق المكلف بقضايا الإرهاب في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا،أمس الاثنين، في إطار الاستنطاق التفصيلي ، للمتهم الرئيس في خلية إرهابية المدعو عبد القادر بلعيرج (مغربي مقيم في الخارج)، فيما كشفت وسائل الإعلام البلجيكية أن عبد القادر زود أمن الدولة، الذي كان يعمل مخبرا لديه، بمعلومات دقيقة حول عملية إرهابية كانت بريطانيا ستكون مسرحا لها في عام 2005، أسابيع قليلة بعد تفجيرات لندن التي خلفت 56 قتيلا وحوالى 100 جريح. "" وأكدت المصادر نفسها أن بريطانيا يومها تقدمت بالشكر رسميا إلى بلجيكا بعد المعلومات "القيمة" التي كان وراءها بلعيرج، الذي مكن شرطة ليفربول من تفكيك خلية إرهابية وإلقاء القبض على جل عناصرها بعد أن ذكر عبد القادر أسماءهم في لائحة سلمها إلى أمن الدولة. وكان قاضي التحقيق في المحكمة ذاتها قد استمع في 29 فبراير الماضي، في إطار الاستنطاق الابتدائي، للمتهمين ال35 الذين يوجدون رهن الاعتقال الاحتياطي في السجن المحلي في سلا بعد متابعتهم من طرف النيابة العامة في إطار قانون مكافحة الإرهاب. وتوبع هؤلاء الأظناء، من بينهم المصطفى المعتصم، الأمين العام للبديل الحضاري المنحل، ومحمد أمين الركالة، الناطق الرسمي باسم الحزب نفسه، ومحمد المرواني، الأمين العام للحركة من أجل الأمة غير المرخص لها، وعضو الحركة ذاتها، عبد الحفيظ السريتي، مراسل قناة المنار في المغرب، التابعة لحزب الله، وعبادلة ماء العينين، رئيس لجنة الوحدة الترابية في حزب العدالة والتنمية، وحميد نجيبي، العضو في اليسار الاشتراكي الموحد، بتهم منها على الخصوص "المس بسلامة أمن الدولة الداخلي وتكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطر بالنظام العام بواسطة التخويف والترهيب والعنف والقتل العمد ومحاولة القتل بواسطة أسلحة نارية مع سبق الإصرار والترصد ونقل وحيازة أسلحة نارية وذخيرة بغرض استعمالها في تنفيذ مخططات إرهابية وتزييف وتزوير وثائق رسمية وانتحال هوية وتقديم وجمع أموال وممتلكات وقيم منقولة بنية استغلالها في تنفيذ مشاريع إرهابية وتعدد السرقات وتبييض الأموال"، كل حسب ما نسب إليه. وكانت مصالح الأمن المغربية تمكنت من تفكيك هذه الشبكة التي كانت تعتزم القيام بأعمال إرهابية بواسطة الأسلحة النارية والمتفجرات واغتيال شخصيات مغربية وازنة، كما مكنت عمليات التفتيش التي تلت تفكيك الشبكة من حجز، لا سيما في مدينتي الدارالبيضاء والناظور، كميات مهمة من الأسلحة والذخيرة والشهب النارية (بنادق من نوع "كالاشنيكوف"، وكاتم للصوت ومسدسات رشاشة من نوع سكوربيون)، بالإضافة إلى وسائل تستعمل لإخفاء شخصية مرتكبي الجرائم المخطط لها". وكانت وزارة الداخلية ذكرت أن الشبكة الإرهابية "ذات صلة بالفكر الجهادي"، وأنها نظمت ما بين سنتي 1992 و2001 عددا من عمليات السطو أو حاولت ذلك، كما قامت سنة 1996 بمحاولة اغتيال استهدفت مواطنا مغربيا معتنقا للديانة اليهودية في الدارالبيضاء، وعملت على التخطيط لاغتيالات أخرى سنوات 1992 و1996 و2002 و2004 و2005. وأنها عملت أيضا على نسج علاقات مع مجموعات وتنظيمات إرهابية دولية، من ضمنها على الخصوص "القاعدة " و"الجماعة الإسلامية المقاتلة المغربية" و"الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية"، التي غيرت اسمها إلى تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". وكان قاضي التحقيق في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا، أمر بإيداع 35 متهما ضمن الشبكة الإرهابية، السجن المحلي في سلا، في حالة اعتقال احتياطي، بعد الاستماع إليهم في إطار الاستنطاق الابتدائي، الذي استغرق زهاء 14 ساعة.