ليهي يتهم الدولة بالميز العنصري ضد السود بإقصائهم من التلفزة والمناصب الوزارية اتهم عدي ليهي، رئيس جمعية "أفريكا" لحقوق الإنسان، الدولة بأن سياستها العامة وإيديولوجيتها السياسية تنطلق من ما سماه الميز العنصري اتجاه المواطنين المغاربة أصحاب البشرة السوداء، وهو الميز الذي يتجلى خصوصا في إقصاء مغاربة ذوي بشرة سوداء من الظهور كمذيعي أخبار في القنوات التلفزية، أو من تولي مناصب حكومية سامية من قبيل كُتاب عامون أو وزراء.. وقال الناشط الحقوقي، في تصريحات لهسبريس، إن السلطة المركزية تخشى من خدش صورتها في الخارج إذا ما أسندت مسؤوليات سياسية كبيرة مثلا إلى مواطنين سود، كما تسعى جاهدة إلى أن تثبت بأن البلاد تنتمي إلى العالم العربي أساسا، مشيرا إلى أن التناقض الكبير يكمن في كون المغرب ينتسب شاء أم أبى إلى القارة الإفريقية وفق تحديدات الجغرافيا. وأفاد ليهي بأن الإنسان المغربي متعدد ومختلف الألوان والديانات واللغات أيضا، مردفا بأن هذه النظرة التعددية لم تكن من منطلقات السلطة المركزية للدولة، وبالتالي استمر تهميش المغربي أسود اللون من العديد من المهام التي تستوجب ظهوره، مثل الإعلام أو المناصب الوزارية وغيرهما. وكشف ليهي، في حديثه مع هسبريس، عن كون جمعية "أفريكا" سبق لها أن توصلت بعريضة من مغاربة ذوي بشرة سوداء يعملون في بعض القنوات التلفزية، منهم مذيعون وتقنيون، يشتكون من التهميش الذي يطالهم والإقصاء الذي يستهدفهم حتى لا يصلوا إلى الظهور أمام المشاهدين. وأبدى المتحدث استغرابه من حدوث هذا الميز العنصري في حق السّود المغاربة في البلاد، مشيرا إلى أنه في فرنسا على سبيل المثال ليس هناك أدنى مشكل في ظهور مذيعين ومقدمي برامج من بشرة سوداء، لكون الكفاءة هي التي تحدد مرتبة الشخص وليس لون بشرته. ولفت الناشط الحقوقي إلى أن جمعيته سبق لها أن طالبت عند تهيئ مسودة الدستور الجديد بأن يتم إدراج الاعتراف بما سماه "إفريقية المغرب"، قبل أن يشير إلى مثال يبرز تنصل الدولة من إفريقيتها من خلال حرص القنوات التلفزية العمومية على بث أفلام فرنسية أو أمريكية أو شرقية، لكن دون أن تبث أفلاما إفريقية إلا في ما ندر".