علم منك سقطت منه نقطتي الياء بسجل الحالة المدنية ليصير " المغربى " وفوجئت بالأمر وأنت بصدد إعداد وثائق الحصول على بطاقة التعريف الوطنية ، فكم ستكلفك استعادة النقطتين ؟ لا شيء لا شيء ، جواب بديهي لمواطن إحدى الدول المتقدمة ، و منطقي مادامت الإدارة هي المسؤولة ، سواء اختفت النقطتان،أو الصفحة كاملة مع مرور السنين ، بسبب خطإ أو سهو من الموظف المسؤول أثناء التحرير،أو إهمال السجل ... لكن ما دمت في المغرب الذي دأبت إداراته على إهانة المواطن البسيط إلى أقصى الحدود، فلن تسمع من الموظف غير عبارة " مَاعَنْدِي مَنْدِيرْلِيكْ سِيرْ لمَحْكَمَة" مهما صرخت مستنكرا ومنددا ... ولن يكون أمامك حينئذ و بعد تردد وتفكير عميقين غير أن تشمر عن ساعديك وتعود للاستفسار عن الوثائق اللازمة للتوجه إلى المحكمة لاستصدار حكم قضائي يعيد لك النقطتين - و يعلم الله كم سيستغرق ذلك من الوقت - مع تحملك طبعا لكل المصاريف (التنقل ،و إعداد الوثائق : طلب ، نسخة من وثائقك الشخصية المتضمنة لاسمك بالنقطتين مصادق عليها ، عقد زاج الأبوين ،السجل العدلي و و،،،،فضلا عن أداء الرسوم ) هذا إن كانت بلدتك أو مدينتك تتوفر على محكمة ، وكنت من مواليد الثمانينيات أو التسعينيات ...، الأقل تعرضا لمثل هذه الأخطاء لتقلص نسبة الأمية و توفر الوسائل الحديثة ، ومع كل هذا تبدو الأمور عادية وإن بدا تعَسُّف الإدارة عليك واضحا...،مقارنة مع مواطن من مواليد الخمسينيات أو الأربعينيات...، يُطالَب بالإدلاء بعقد زواج الأبوين ،فمن أين سيحصل عليه ؟ وهل كانت هناك عقود أصلا لدى الغالبية في ذلك الوقت ...؟مطلب تعجيزي سيضطره لمسطرة إثبات البنوة أو الزوجية والتي تتطلب بدورها وقتا و شهودا ومستحقات كثيرة..و و. إنها بلا شك واحدة من أبشع صور الإذلال و الإهانة التي يتعرض لها المواطن البسيط في مغرب القرن الواحد والعشرين، وإلا ما ذنب المواطن حتى تُعَطَّل مصالحه إلى أن يدفع مضطرا ثمن خطإ لم يرتكبه ؟ قد نتفهم مع رجال القانون ما يمكن ان يترتب عن التساهل في تصحيح مثل هذه الأخطاء مهما بدت لنا بسيطة من مشاكل قانونية ، إلا أن مقتضى أنسنة الإدارة و تقريبها من المواطنين ، و حقوق الإنسان تفعيلا للدستور الجديد يفرض على وزارتي العدل والداخلية التدخل العاجل لوضع حد لمعاناة كثير من المغاربة الأبرياء والمحرومين و خاصة في القرى ، فهل من أذن صاغية ؟؟؟؟ http://sadakissane.blogspot.com/