أكد الاتحاد المغربي للشغل٬ اليوم الثلاثاء بالدار البيضاء، أنه سيواصل "معركته التاريخية" للدفاع عن الحريات النقابية وفي مقدمتها حق الإضراب والحق في التفاوض والحوار الحقيقي. وقال الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل الميلودي مخاريق، في كلمة ألقاها بمناسبة احتفال الاتحاد بفاتح ماي تحت شعار "الدفاع عن الحقوق وصيانة المكتسبات سبيلنا لتحقيق العدالة الاجتماعية"٬ إن حق الإضراب "حق أساسي" ضمنته جميع الدساتير المغربية منذ 1962 ٬ و"انتزعته" الطبقة العاملة بفضل تضحياتها ونضالاتها٬ مضيفا أنه "لا يمكن لهذا الحق أن يكون موضع تقنين أو تكبيل٬ أو تجريم". وطالب مخاريق في كلمته الحكومة بإجراء "حوار حقيقي يدور حول الملفات والقضايا التي تكتسي طابع الأولوية"٬ وذلك للوصول إلى اتفاقات تأخذ في الاعتبار مصالح الطبقة العاملة٬ متسائلا عن الجدوى من أي حوار "في ظل رفض الحكومة إدراج المطالب النقابية المستعجلة في جدول أعمال الجلسات المشتركة٬ وسعيها إلى تمرير مشاريع قوانين هدفها الأساسي الإجهاز على الحريات والحقوق النقابية والعمالية وإضعاف الحركة النقابية". واعتبر المسؤول النقابي أن العلاقات المهنية بالمغرب لا تخضع لمقتضيات مدونة الشغل التي لم تجد بعد "طريقها إلى التطبيق في مختلف القطاعات الإنتاجية"٬ معبرا عن موقف الاتحاد المندد ب"الانتهاكات السافرة للتشريعات الاجتماعية والحقوق الأساسية للعمال" والمتمثلة على الخصوص في عدم تمتيع العمال بالحد الأدنى للأجور وعدم التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وغياب التأمين عن حوادث الشغل والأمراض المهنية. وأشار إلى أن عدد العمال غير المصرح بهم بالصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يناهز ثلاثة ملايين عامل وعاملة٬ وهو الأمر الذي يحرمهم من حقهم في التقاعد والتغطية الصحية والتعويضات العائلية٬ مما من شأنه أن "يتهدد التماسك الاجتماعي في هذه الظرفية الدقيقة" التي تعيشها البلاد. وشدد مخاريق على أن نجاح الاتحاد في مواجهة مختلف التحديات التي تواجه الطبقة العاملة يتطلب تقوية التنظيم النقابي وتجديد هياكله وطنيا وجغرافيا وتوسيعه ليشمل كل قطاعات الإنتاج والخدمات. وجدد بالمناسبة تعبئة الطبقة العاملة لنصرة قضية الوحدة الترابية للمملكة والتضامن اللامشروط مع الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وبعد إلقاء هذه الكلمة٬ بحضور ممثلي عدد من الهيئات السياسية الوطنية والمنظمات النقابية الأجنبية، نظم العمال المنضوون تحت لواء الاتحاد المغربي للشغال مسيرة رفعوا فيها مجموعة من الشعارات التي تعبر عن مطالبهم وانتظاراتهم في هذا العيد العمالي والتي تركز بالخصوص على ضمان الحريات النقابية وتحسين الأوضاع المادية للطبقة الشغيلة واحترام كرامة العمال وضمان حقهم في العيش الكريم.