الآن وقد ودعنا شهر مارس والذي أقرته المنظمة العالمية كيوم عالمي للمرأة - وإن كنت من الذين يرون أن تخصيص يوم للمرأة من بين أيام السنة تقليل لشأنها تعليل ذلك أن تخصيص الأيام العالمية ما هو إلا فرصة للتحسيس بدور المجتمع إزاء كائنات لاتملك القدرة الذاتية لحماية نفسها لذلك تُستعرض أيام تحسيسية متعددة تتنوع عبر العديد من الكائنات من بينها يوم للشجرة، يوم للغابة والقائمة طويلة بالنسبة لعناصر البيئة ثم نصل لأيام مخصصة لبعض الأمراض المزمنة كاليوم العالمي للسكري، اليوم العالمي لمحاربة داء السيدا... ثم يُخصص يوم عالمي للطفل ويوم عالمي للمعاق إلى أن نصل إلى اليوم العالمي للمرأة. أعود فأقول، قد يكون صحيحا ما أعتقده ويعتقده البعض معي إلا أن الواقع يفرض علينا جميعا مراجعة هذا الموقف والانخراط فيما أقرته المنظمات الدولية حتى نستطيع أن نعطي الفرصة لوقفة تأملية في واقع المرأة بصورة عامة وبكل موضوعية. فلنتجاوز إشكالية المرأة والسياسة بل المرأة ووصولها إلى مراكز القرار لأن هذا المطلب بدأ يطفو على سطح المطالب ولنسعى جميعا إلى هدف لا يمكن الاختلاف حوله وهو العمل لتحقيق كرامة المرأ ة في بعدها الاجتماعي، وبالمناسبة أستحظر نموذجا لتحقيق كرامة المرأة خارج إطار اليوم العالمي ويتعلق الأمر بنموذج مميز ساهمت في وجوده بنية اجتماعية لا أثر فيها لضغوط العنف أوالتسلط أوالاستغلال، هذه العوامل التي فرضت يوما عالميا للمرأة انطلاقا من الغرب، هذا النموذج تعرفت عليه أثناء زيارتي مع فريق جمعوي لأقاليمنا الصحراوية. لن أقف عند مرحلة طقوس الزواج في هذه الأقاليم ولكن سأسلط الضوء على محطة الطلاق إذ لا داعي للتأكيد بأنها مرحلة تمس الأسرة بأكملها: زوج، زوجة وأطفال إلا أن نموذجي هذا سيقف عند حدود المرأة إذ تعتبر هي المتضرر الأول بهذا الوضع، فبمجرد طلاقها تصبح مُحاطة بعناية خاصة داخل أسرتها لدرجة إقامة حفل عائلي من أجل الرفع لمعنوياتها ثم تتجدد طلبات يدها من أجل زواج جديد أما أطفالها فهم (تَرْكَة الأب أوعائلته أو القبيلة ) إذ من العار أن تذهب المرأة المطلقة للمحا كم لتطالب بالنفقة. لنتأمل جميعا هذا التصرف أليس هذا هو المنطق السليم؟ أليس هذا هوالبعد التشريعى الذى جعل نفقة المرأة على الذكر أباكان أو أخا, أو زوجا, أو حتى عما؛ فعوض الخوض قى تحقيق المناصفة بين المرأة والرجل فى الإرث، علينا البحث فيما يحقق كرامة المرأة مستبعدين كل الخلفيات. في 08 مارس التكريم يطال فعاليات نسائية في قطاعات متعددة ولكن ننسى أو بالأحرى نتناسى عينة من النساء تخلين عن كرامتهن، إذ نجد الواحدة منهن تعيل نفسها وربما أسرتها بأنوثتها نساء يعتمدن على جسدهن فى المرحلة التى يملكن إقبالا على نضارة الجسم ثم يتحولن بعد الذبول إلى كائن ملفوظ إما في الحانات ليقذفن أخيرا إلى الشارع حيث يترددن على المراكز النفسانية. إن وضعية المرأة لاتقف عند حدود القوانين بل تحتاج إلى تفعيل آليات للبحث عن جذور المآ سى. فإذا كان الدستور الجديد يعطى دورا أساسيا للجمعيات، فلم لا نجد جمعية تهتم بهذه الظاهرة المسكوت عنها؟