شكّك محمد ضريف الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في وجود تنظيم سلفي يحمل اسم "التوحيد والجهاد في المغرب الاقصى"، معتبرا أن البيانات الثلاثة الصادرة لحد الساعة باسم هذا التنظيم تشير إلى أن شخصا واحدا أو اثنين هما من يقومان بصياغة البيانات ونشرها عبر الشبكة العنكبوتية. وأكد ضريف في تصرح خص به "هسبريس" أن كل المعطيات المتوفرة حاليا لا تفيد بأن "التوحيد والجهاد" تنظيم فعلي وواقعي، واصفا إياه بالافتراضي الذي يجب التوقف عند تسميته ومضامين بياناته. وأشار المتحدث إلى أن اسم التوحيد والجهاد من الأسماء التي اعتاد السلفيون الجهاديون إطلاقها على تنظيماتهم، ضاربا المثل بأبي مصعب الزرقاوي الذي أسس تنظيما بنفس الإسم قبل أن يقرر الالتحاق بتنظيم القاعدة، وكذا إطلاق مجموعة من الأشخاص سبق للسلطات المغربية أن اعتقلتهم لنفس الاسم على تنظيم لهم، بالإضافة إلى ظهور تنظيم آخر انشق عن القاعدة أخيرا وأطلق على نفسه "التوحيد والجهاد في غرب افريقيا". وبالنظر إلى المفردات المستعملة في بيانات "التوحيد والجهاد" يقول ضريف أنها تفيد أننا إزاء تنظيم سلفي، غير أن المضامين تطرح تساؤلات وعلامات استفهام، حدده الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية في كون هذه البيانات عادة تهاجم أنظمة الحكم وتصفها بالطاغوت وتهدد كل الأحزاب والحكومات القائمة وتعتبرها لا تطبق الشرع، إلا أن البيانات الأخيرة للتنظيم المشار إليه لا تهاجم إلا حزب العدالة والتنمية لوحده، وتدافع بشكل كبير عن شيوخ السلفية المفرج عنهم أخيرا، "مع العلم أن هؤلاء الشيوخ غيروا مواقفهم إلى حد أنها باتت تعطي الشرعية للعدالة والتنمية بشكل من الأشكال" يضيف ضريف، مشددا على أن البيان الأخير الذي نقلت جريدة "الصباح" لوحدها في عدد 10 أبريل الجاري مضامينه، يمكن أن يؤشر على وجود جهات تحاول أن تطعن في تمثيلية حزب العدالة والتنمية للإسلاميين من منطلق ديني خاصة بعد توليه رئاسة الحكومة ومشاركة قيادييه فيها، وأن هناك جهات تسعى من خلال الترويج لمثل هذه البيانات عبر الانترنيت إلى تعقيد العلاقة بين حزب العدالة والتنمية والسلفيين وتعكير الأجواء بينهما. وكانت جريدة "الصباح" قد نشرت في عددها ليوم 10 أبريل فقرات من بيان نسبته إلى تنظيم "التوحيد والجهاد في المغرب الأقصى" وقالت أنها توصلت بنسخة منه، يهدد فيها التنظيم المذكور وزير العدل والحريات مصطفى الرميد القيادي في العدالة والتنمية بالإغتيال عن طريق عملية انتحارية. يشار إلى أن أي من المنتديات "الجهادية" أو المواقع الالكترونية التي تتخذها عادة التنظيمات السلفية الجهادية منبرا لنشر أخبارها وبياناتها لم تنقل أي خبر يتعلق ببيان "الصباح"، وأن كل المواقع التي نشرت الخبر اكتفت بالنقل عن جريدة عبد المنعم دلمي.