تمكن الأبطال المغاربة في رياضة الجيدو من خلق المفاجأة، بمدينة أكادير، خلال الدورة 33 لبطولة إفريقيا للجيدو المؤهلة لأولمبياد لندن، المزمع إقامتها صيف السنة الجارية، وأزاحوا من عرش الجيدو الإفريقي فرقا قوية على المستوى القاري مثل دولة مصر والجارة الجزائر، وذلك بعد فوزهم بخمس ميداليات ذهبية، ثلاثة منها حصدها منتخب الذكور، بعد فوز كل من البطل المغربي صفوان عطاف على الجزائري عبد الرحمان بنعمادي، في فئة وزن أقل من 81 كلغ، والبطل ياسين مدثر الفائز على التونسي فرج الذويبي، في وزن أقل من 60 كلغ، والبطل المهدي المالكي الذي خلق المفاجأة إثر فوزه على بطل العالم لسنة 2010 ووصيف بطل العالم للسنة الماضية، المصري إسلام الشهابي، فب وزن أكثر من 100 كلغ، وهو اللقب الذي لم يحققه المغرب منذ أزيد من30 سنة. في حين آلت الذهبيتان المتبقيتان لمنتخب الإناث، بعد فوز كل من البطلة الإفريقية غزلان زواق على التونسية أسماء بجاوي، في وزن أقل من 63 كلغ، وفوز البطلة الإفريقية رانيا الكيلاني على التونسية نهال الشيخ روحو في الوزن المفتوح. واحتل بذلك المنتخب المغربي للجيدو صدارة سبورة الترتيب بخمس ميداليات ذهبية و6 نحاسيات، متبوعا بالمنتخب التونسي في المرتبة الثانية بأربع ميداليات ذهبية و6 فضيات وبرونزيتان، يليه المنتخب الجزائري في المرتبة الثالثة بثلاث ذهبيات وثلاث فضيات و9 برونزيات، ثم المنتخب المصري في المرتبة الرابعة بثلاث ذهبيات وفضيتان وبرونزيتان، وفي الرتبة الخامسة، جاء المنتخب الليبي، الذي خلق المفاجأة بفوزه بذهبية واحدة وبرونزية واحدة. وهي النتيجة التي أكدت سيطرة منتخبات شمال إفريقيا على هذا النوع من الرياضة. تجدر الإشارة إلى أن هذه الدورة عرفت مشاركة 193 ممارسا لرياضة الجيدو، منهم 125 من الذكور و68 من الإناث، ينتمون ل31 بلدا إفريقيا. وأكدت مصادر من الجامعة الملكية المغربية لرياضة الجيدو أن هذه الدورة هي آخر فرصة للممارسين الأفارقة لكسب النقاط وضمان المشاركة في الألعاب الأولمبية بلندن خلال الصيف القادم. وأضافت ذات المصادر ان المنتخب المغربي ضمن لحد الآن مشاركة بطلين مغربيين في الألعاب الأولمبية القادمة، ويتعلق الأمر بكل من صفوان عطاف وياسين مدثر، في انتظار استكمال باقي الاقصائيات القارية، ومن المرجح أن ينضاف بطل مغربي آخر إلى اللائحة، بعد الحسم من طرف الجامعة الدولية في الترتيب النهائي. تجدر الإشارة إلى أنه موازاة مع الدورة الحالية، انعقد الجمع العام للاتحاد الإفريقي للجيدو، المخصص لتجديد هياكل الاتحاد وانتخاب مكتب جديد، حضرته وفود ممثلة لسبع وعشرين دولة من أصل 50 المنخرطة بذات الاتحاد. وتمت خلاله إعادة الثقة في الرئيس الحالي الجنرال لاسانا بلانفو من ساحل العاج، الذي يشغل في نفس الوقت منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للجيدو. وأكد لاسانا بلانفو، خلال لقاء صحفي عقده بعد الجمع العام، على أن منطقة المغرب الكبير، وشمال إفريقيا عموما، ممثلة بشكل قوي في الاتحاد الإفريقي، لأن هذه المنطقة تتوفر على ممارسين وأطر ذوي كفاءة تقنية عالية في رياضة الجيدو، وهي التي تشرف على تسيير اللجنة التقنية، وكذا لجنة التحكيم بالاتحاد، ونوه أيضا بدور المغرب، الذي عوض مالي في تنظيم هذه الدورة، واستطاع رفع التحدي في مدة لا تتجاوز شهرا واحدا. وخلال ذات المؤتمر حصل المغرب على ثلاثة مناصب في أجهزة الاتحاد الإفريقي، أولها منصب مدير التحكيم الإفريقي، الذي اسند إلى بوبكر بن بادة، المدير الإداري للجامعة الملكية للجيدو بالمغرب والمسؤول عن التحكيم في الجامعة المغربية وفي الاتحاد العربي، في حين أسند إلى جمالي العربي، منصب مدير الرياضات والمشاريع، فيما آل منصب رئيس لجنة الأخلاقيات والتأديب لرئيس الجامعة المغربية، التهامي الشنيور. من جهة أخرى، أشرف الاتحاد الإفريقي للجيدو على امتحان التحكيم، وشارك فيه 14 حكم في الدرجة "س"، و9 حكام في الدرجة "ب" و10 حكام في الدرجة "أ". وتفوق جميع الحكام المغاربة المشاركين، وعددهم ستة عشر في اجتياز الامتحان وحصلوا على الشارة الإفريقية للتحكيم، وأصبح بالتالي من حقهم اجتياز امتحان الشارة الدولية.