فكرت مليا في الرد عليك أيها الزميل رشيد نيني، علك ترجع إلى صوابك وأنت تعلم جيدا أدوار مهنة المتاعب في الرقي بالمجتمعات وإنارة الطريق أمامها لتجاوز كل العقبات الصعاب، لست بصدد تقديم الدروس ولكن من الواجب أن نتحلى بفكر نقدي بناء نبني به غدا أفضل. "" لن ننكر مجهوداتك الجبارة في هذا الصدد، لكننا لن نسكت كذلك على تطاولك مامن مرة على قضية أمهاتنا وأجدادنا، التي لولاهم لما سمعنا عن شيء اسمه الأمازيغية، قدموا من أجلها كل ما يملكون بوعي أو بغير وعي، ولازلنا نحن أبناء اليوم نكافح من أجلها كل حسب إمكانياته الخاصة. لكن رشيد نيني رغم تجربته الكبيرة في ميدان الصحافة فلم يستوعب بعد تاريخ الحركة الأمازيغية وأدبياتها، وما تقوله اليوم سبقك إليه الكثيرون في بداية تحركات إيمازيغن، ذلك أن البعض نعتهم بالخطر القادم إلى المغرب و آخرون بالتعامل مع المخابرات الغربية وآخرون بإحياء الظهير البربري إلى غيرها من الأوصاف و التحليلات التي فندها التاريخ وفي رمشة عين، ولم تصمد أمام حقيقة النضال الأمازيغي الذي لا يدخل إليه إلا المؤمنون بعدالة قضيتهم أما من أتى إليه لحسابات أخرى فأكيد أنه خاسر، و سيخرج منها مكسور الجناحين، لأنها حركة الأحرار ولا تستوعب إلا الأحرار. فمن تنعتهم يا زميلي بالتعصب فقد استطاعوا أن يؤسسوا لخطاب سياسي ثقافي ينسجم والذات المغربية مؤطرا بقيم الحداثة و الديمقراطية، وأكيد أنك لم تستوعب بعد أدبيات الحركة الأمازيغية التي تتهمها ببوادر حرب أهلية وهم أبناء البلد ولم يؤمنوا يوما بممارسة العنف ضد إخوانهم لأنهم يؤمنون بما أصابهم من تضليل إيديولوجي، يحاولون ما أمكن إرشادهم الى الحقيقة و الصواب، وكل سنة يزداد فراشنا أبناء يحملون أسماء أمازيغية لن يكونوا ضحية الفكر المشرقي كما أنت. ولك أن تجيب على هذه الأسئلة في عمودك المقبل وتجيب من خلالها على الآم أبناء بلدتك بإيسافن جنوب المغرب التي نتمنى أن تزورها لترى على من يتحدث من تنعتهم بالمتعصبين. أفلا يحق للأمازيغ المطالبة بدستور ديمقراطي يعترف بهم؟ ألا يحق لهم تأسيس حزب سياسي يضمن مشاركتهم في اتخاذ القرار؟ ألا يحق لنا القول أننا شبه مستعمرين وأراضينا تنتزع منا بقوانين استعمارية؟ ألسنا من قدم ملايين الشهداء عبر التاريخ من أجل هذه الأرض؟ ألا يحق لنا أن نسمي أبناءنا بأسماء اخترناها لهم؟ ألا يحق لنا تصحيح التاريخ من المغالطات و تزييف الحقائق؟ ألا يحق لنا التوفر على وسائل إعلام بلغتنا وثقافتنا ونحن من يؤدي رسوم استمرارها؟ ألا يحق لنا المطالبة بثرواتنا و نحن من قدم من أجلها ملايين الشهداء حفاظا على هذه الأرض؟ إن لم تكن أمازيغيا وأنت من بلدة إيسافن فمن تكون؟ وهؤلاء المتعصبون سيتحدثون باسمك لأنك لا تملك الجرأة لقول مثل ما يؤمنون به، و حين تجيب عن هذه الأسئلة يا نيني ستعلم جيدا ما يريد الأمازيغ و ستعي جيدا مواقف من تنعتهم بالتعصب وأنت لا تعرفهم جيدا بقدر ما تنسب إليهم أقوالا لم يقولوها يوما، وهم حكماء يشهد لهم التاريخ بذلك، و كل خطوة يقدمون عليها يعلمون جيدا إلى أين يسيرون و لن توقفهم أساطير و أكاذيب الآخرين. ولا تنسى أن الأمازيغية من حملتك إلى جزر الكناري سنة 97 بمشاركتك في الكونغريس العالمي الأمازيغي دون العودة لتدخل ضمن قائمة راكبي القضية، ولست مهاجرا سريا لأن المهاجر السري من يقطع البحر وينام في الحدائق ويتعرض لمشاكل وقساوة الغربة أما أنت فقد ركبت الطائرة و نزلت بالفندق ولم تعاني كما عانى الكثيرون ممن نعرفهم ومنهم إخوة لنا لا زالوا سريون و غرباء هناك. عبد النبي إدسالم صحافي أمازيغي