قال الدكتور ادريس بوانو المتخصص في الشؤون التركية إن زيارة وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني، إلى تركيا تترجم ما أسماه الدينامية الجديدة التي طبعت تدبير السياسة الخارجية المغربية عقب تقلدها من طرف القيادي في حزب العدالة والتنمية الإسلامي سعد الدين العثماني، موضحا في تصريح خصّ به "هسبريس" أن هذه "الدينامية" قوامها تعميق العلاقات مع الشركاء التقليديين للمغرب وبناء علاقات متقدمة مع قوى دولية جديدة وعلى رأسها تركيا التي أصبحت في السنوات الأخيرة في رأيه تُشكل لاعبا دوليا بارزا على مسرح الأحداث الدولية. واعتبر بوانو في التصريح ذاته أن المغرب له علاقات جيدة مع تركيا، وأن الطرفان معا يرغبان في توسيعها وتقويتها بما يخدم مصلحة البلدين، "ومن هنا أيضا تأتي أهمية الزيارة لتثبيت خطوات على درب توثيق التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين البلدين" يضيف المتحدث مشددا على أن أهداف زيارة العثماني إلى أنقرة لن تخرج عن تطوير العلاقات الثنائية على المستوى الاقتصادي والتجاري و إنتاج سياسات مشتركة اتجاه القضايا الإقليمية والدولية، وبلورة رؤى ومواقف حول بعض الملفات السياسية الكبرى التي تهم البلدين. وأبزر المتخصص في الشؤون التركية المذكور أن هناك تطلعا مغربيا تركيا للتعاون على المستويات المختلفة، مبينا أن هذا التطلع تقف وراءه إرادة سياسية قوية، وهو ما عبّر عن حسب بوانو داوود أغلو وزير الخارجية التركي أثناء زيارته الأخيرة للمغرب قبل أشهر خلال مشاركتة في المنتدى العربي التركي. وسجّل بوانو أن هناك بعدا آخر لا يمكن إغفاله في زيارة العثماني لتركيا التي تبدأ يوم الأحد 18 مارس الجاري، وهو كونها تأتي في ظل مشهد إقليمي عربي متوتر خاصة على الساحة السورية التي ما يزال نظامها متعنتا اتجاه الثورة الشعبية التي تعم كثيرا من المدن والقرى وِفق تعبير المتحدث نفسه والذي أشار إلى أن هناك حاجة ملحة اليوم لبلورة موقف صريح وواضح من شأنه دعم المجهود الدولي الذي تقوم به كثير من الأطراف لتطويق الوضع بسوريا.