إحراق مسجد للشيعة ومقتل إمامه في بروكسل قتل مساء الاثنين إمام مسجد في منطقة أندرليخت بالعاصمة البلجيكية بروكسل في هجوم شنه شخص لم تكشف هويته بعد على مسجد يؤمه الشيعة أدى إلى احتراقه عن آخره. وبينما أدان رئيس الوزراء البلجيكي ليو دي روبو الحادث "بشدة"، ما تزال التساؤلات عالقة حول هوية المتهم الذي أطلق هتافات "معادية لآل البيت" قبل البدء في إشعال النار، بحسب الناطق الرسمي باسم المسجد. استبعاد الدافع العنصري سريعا استبعد الدافع العنصري من وراء هذا الهجوم الذي تم حوالي الساعة السادسة والنصف من يوم الاثنين. وعلى الرغم من وصول رجال الإطفاء بسرعة لعين المكان، إلا أن مسجد الرضا الواقع في شارع 'ميرسمان‘ احترق بالكامل مخلفا ضحية واحدة هو إمام المسجد عبد الله دادو من أصل مغربي والذي قضى اختناقا في محاولة منه لإخماد النيران، فيما فر من كان في المسجد إلى خارج المبنى بعدما أصيب اثنان منهم. وعبر رئيس الوزراء ليو دي روبو لوكالة الصحافة البلجيكية عن "إدانته الشديدة للعنف المستخدم" واصفا ما جرى ب "الكارثة". ودعا في الوقت نفسه إلى التريث وانتظار النتائج الأولية للبحث لمعرفة "حقيقة ما جرى". كما عبرت شخصيات سياسية بلجيكية عن صدمتها بما وصفته 'العمل الإجرامي‘. "في بلد ديمقراطي فإن ضمان الحرية الفردية والفلسفية والدينية مبدأ أساسي. ينبغي إدانة كل ما يمس بهذا المبدأ إدانة تامة"، يقول فينسنت دي ولف النائب في برلمان بروكسيل. دوافع مذهبية؟ تشير القرائن المتوفرة حتى الآن إلى أن الجاني كان مدفوعا بوازع مذهبي عبر عنه حينما دخل المسجد وراح يطلق هتافات "معادية لآل البيت"، يقول كمال الناطق الرسمي باسم المسجد للصحافة البلجيكية. كما أكدت وزيرة الداخلية الفيدرالية جويل ميلكيه هذا الاتجاه حينما صرحت أمام الصحافة أن "الأمر يتعلق فعلا بمشكل بين الشيعة والسنة، ولكنني أظل حذرة لأن على العدالة تأكيد سلسلة من المسائل". أما حسن الرحالي وهو صحافي بلجيكي من أصل مغربي فاستبعد في اتصال هاتفي مع إذاعة هولندا العالمية أن يكون الهجوم ذا طابع مذهبي أو طائفي: "لا أعتقد أن هذا الأمر موجود، أنا ولدت وكبرت هنا وكسني لدي أصدقاء من الشيعة. ليس بيننا أي مشكل بل على العكس تجمعنا روابط متينة مع إخواننا الشيعة وغيرهم من أتباع الديانات الأخرى. هذا الحادث معزول جدا وعلينا انتظار أقواله لنعرف دوافع الهجوم على هذا المسجد". في انتظار استكمال استنطاق المتهم الذي ظهر من أول التحريات أنه قد يكون من المقيمين غير الشرعيين في بلجيكا بحسب ناطق باسم شرطة مقاطعة أندرليخت، تتضارب روايات المواطنين حول من يكون هذا الشخص الذي اقتحم المسجد مسلحا بقناني بنزين وساطور وسكين. بعض شهود عيان يؤكدون أنهم سمعوه يطلق تهديداته بلكنة "سورية" مما جعل بعض التقارير الصحفية تربط هذا الهجوم بالحرب الدائرة الآن في سوريا بين الثوار السوريين ونظام بلدهم. عمل أحمق وفي حوار أجرته معه صحيفة لوسوار الناطقة بالفرنسية، دعا رئيس بلدية أندرليخت صباح اليوم الثلاثاء غايتن فان خودسهوفن إلى التزام الهدوء و "تحمل كل واحد لمسؤوليته": "ظلت الحالة هادئة هذه الليلة كما يبدو، وفي ما عدا ذلك فإن الشرطة يقظة بخصوص تداعيات محتملة لهذا الحادث. لا ينبغي التهويل ولكن علينا التزام الحذر. أستخلص درسا واحدا: نحن لسنا في منأى عن عمل أحمق. الشرطة تقوم بدراسة المخاطر المحتملة حتى تتحدد الوسائل التي ينبغي توفيرها لضمان الأمن العام خلال الساعات والأيام القادمة". تجري سلطات المدينة طيلة اليوم الاثنين مشاورات مع مختلف المنظمات الممثلة للمسلمين بمختلف طوائفهم في بلجيكا، كما يتم البحث في إمكانية تنظيم "مسيرة بيضاء" يوم الأحد القادم تعبيرا عن استنكار الجميع لهذا العمل "الإجرامي". يبلغ الإمام الذي قضى نحبه في الهجوم 46 سنة وهو أب لأربعة أبناء أكبرهم في السابعة عشرة وأصغرهم في الرابعة من عمره. أما المتهم الذي وجهت له النيابة العامة رسميا تهمة "الحريق العمد" لمبنى سكني فهو في الثلاثين من عمره وأعطى للشرطة ثلاث هويات مختلفة. *يُنشر بالاتفاق مع إذاعة هولندا العالمية