قال الشيخ عبد الباري الزمزمي إن نشر أسماء المستفيدين من رخص نقل الحافلات خلق تشويشا عند المغاربة، حيث تساءل الكثيرون هل هذا النشر هو مجرد ذر للرماد في العيون، ولماذا نشر هذه الأسماء دون غيرها، مضيفا أن قرار النشر جاء في وقت غير مناسب. وشرح الزمزمي متحدثا إلى برنامج ملف للنقاش الذي بثته قناة ميدي 1 مساء الأحد 11 مارس، بأنه كان يجب نشر اللائحة بعد اتخاذ خطوات واضحة في مسار الإصلاح، مبرزا أن نشر أسماء المستفيدين من رخص النقل أفضى إلى الطعن في الدولة نفسها. وتابع الفقيه المثير للجدل بأن حملة كبيرة أقيمت ضده شخصيا بسبب إعلان اسمه ضمن المستفيدين من رخص نقل الحافلات رغم أنه لم يستفد فعليا من رخصته بسبب تعقيدات في الإجراءات داخل وزارة النقل، قبل أن يخلص إلى أن الضجة التي أثيرت حوله لا تعدو أن تكون عبارة عن " الجنازة كبيرة والميت فار". ورد عبد العزيز الرباح وزير النقل على مداخلة الزمزمي بالقول إنه يستغرب من الذي ينشط في مجال عمومي ويرغب في الاستثمار فيه، ورغم ذلك يبحث عن السرية، مردفا أن الذي يبحث عن السرية هو من يشتغل في المخدرات أو الدعارة وغريهما، ثم إن من لا يريد الظلام إلا من لا يريد مصلحة الشعب والبلاد. وأكد الرباح بأن الحكومة عازمة على الإصلاح المتدرج والمتوافق عليه، مشددا على أنه لن يكتفي بنشر لائحة المستفيدين من رخص النقل، بل يُعد منظومة متكاملة لإصلاح قطاع النقل، وتحويل اقتصاد الريع إلى اقتصاد تنافسي. وبدوره، أفاد محمد المسكاوي نائب المنسق الوطني للهيئة الوطنية لحماية المال العام بأن الزمزمي كبرلماني وسياسي وفقيه يجب أن يكون القدوة في عدم القبول باقتصاد الريع، رافضا أن يدعي البعض الحاجة مطية للحصول على رخصة النقل، لكون 30 مليون مغربي فقراء، وبالتالي كلهم يستحقون هذه الرخص أيضا. وكشف المسكاوي في البرنامج ذاته على أن رخص النقل تضيع على خزينة المغرب حوالي 200 مليار درهم، وأن 90 في المائة من الأسماء التي تم الإعلان عنها في لائحة رخص النقل بالحافلات غير فقراء ولا محتاجين.