رفض فيصل العرايشي، الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة وشركة الدراسات والإنجازات السمعية البصرية (صورياد دوزيم)، اتهامه من قبل النواب بغياب استراتيجية في مجال الإعلام، مشيرا إلى أن "دفاتر التحملات تضع مسؤولية الاستراتيجيات بيد الحكومة"، وأن "مسؤولي الشركة ينفذون فقط". وقال الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة الذي كان يتحدث الأربعاء خلال انعقاد لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب، بحضور وزير الثقافة والشباب والرياضة، لمناقشة عرضين سبق تقديمها حول المؤسستين اللتين يشرف عليهما، إن عدم إطلاق قناة خاصة بالأسرة والطفل مرده إلى عدم اعتماد عقد البرنامج، وتوفير الميزانية الخاصة لها، مضيفا: "قدمنا اقتراحات لأكثر من مرة دون أن نتلقى إجابات". العرايشي كشف أن "الشركة تشتغل سنة بسنة بسبب المتأخرات الكبيرة في الميزانية، التي تصل هذه السنة مثلا 300 مليون درهم"، مشيرا إلى أن "الشركة لو اعتمدت استراتيجية لسنوات دون أن تتمكن من تحصيل الموارد، ستكون في أزمة كبيرة". وأكد الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة أن "الشركة لا تتوفر على ميزانية مهمة للاستثمار، التي لم تتغير منذ سنة 2000"، موضحا أنه "رغم ذلك، يقوم أطر الشركة بمجهود كبير واقتصاد يصل إلى 40 في المائة في عدد من الأشغال التي كان يمكن اللجوء للخارج لتنفيذها". العرايشي نبه إلى "خطورة مواقع التواصل الاجتماعي في نشر الإشاعة التي تحدث بلبلة في المجتمع عبر حسابات تتجاوز الميلون"، مضيفا أنه "لا يمكن مواجهة هذه المواقع بالإعلام العمومي، لأن الصحافي في القناة عندما يريد الاشتغال على خبر يجب أن يتوفر على الأقل على مصدرين، فكيف سيتم مواجهة هذه الحسابات؟". وقال العرايشي إن التحدي الأكبر المطروح على الإعلام العمومي يتمثل في كيفية مواجهة هذه التحولات التقنية واقتناء المعلومة عبر الإنترنت، وكذلك ضمان استمرار متابعة الشباب للإعلام العمومي، مشيرا إلى أن "الاستراتيجية اليوم هي كيفية جلب المشاهد الشاب وبناء على أي أرضية تقنية سيتم ذلك". الرئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة شدد أمام نواب الأمة على أن "القطب العمومي يتطلب رؤية واضحة ولكن المسؤولين لا صلاحية لهم في اتخاذ القرارات الكبرى"، موردا في رده على الانتقادات التي تطال عدم إخراج القطب العمومي أن "ما تم تقديمه من دراسات منذ سنة 2009 لم يتم تنفيذها إلى اليوم". وأشار العرايشي في هذا الصدد إلى توفر رؤية لدى المسؤولين عبر دراسة تتضمن اقتراحات، كاشفا أن منها "تحويل الشركة الوطنية إلى شركة قابضة ويمكن بيع القناة الثانية، وكذلك خلق شركات للإشهار للاشتغال مع الشركة الوطنية وصورياد دوزيم".