يواصل المغرب توفير فضاء الحوار للفرقاء الليبيين من أجل توحيد المؤسسات وطي صفحة الخلافات؛ إذ انطلقت اليوم الاثنين بطنجة الجولة الرابعة من الحوار الليبي بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة في ليبيا. ويدوم هذا الاجتماع التنسيقي، الذي يندرج في إطار جلسات (13+13)، لمدة يومين، على أساس أن يختتم غداً في مدينة بوزنيقة، وذلك من أجل تقريب وجهات النظر واستكمال النقاش حول المناصب السيادية. ويقود وفد المجلس الأعلى للدولة في ليبيا أبو سنيه، فيما تقود وفد مجلس النواب في ليبيا عائشة شلابي. وجاء هذا الاجتماع بدعوة من المملكة المغربية، في إطار الجهود التي تبذلها الرباط من أجل الخروج بليبيا موحدة. وقال أعضاء من الوفدين المفاوضين، في تصريحات لهسبريس، إن اجتماع اليوم يختلف عن سابقيه، بعد توافق مجلس النواب في طنجة على التئام كامل مجلسه بمدينة غدامس والحسم في أن المقر الدستوري لانعقاد مجلس النواب هو مدينة بنغازي. وأكدت الوفود المفاوضة، على هامش انطلاق الاجتماع التنسيقي، أن جلسات (13+13) من المجلسين الشرعيين تبحث دعم استقرار ليبيا وتوحيد كلمة الليبيين بشأن اختيار القيادة التنفيذية للمرحلة المقبلة، وأشاروا إلى وجود تأخر كبير على مستوى حسم الخلاف بشأن المناصب السيادية. ويرتقب أن يعلن الوفدان المفاوضان، مساء غد الثلاثاء، في بيان ختامي عن نتائج المشاورات التي يترقبها الشارع الليبي وبعثة الأممالمتحدة بليبيا. وكان وفدا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة عقدا بمدينة بوزنيقة ثلاث جولات من الحوار الليبي-الليبي، خلال فترات بين 6 و10 شتنبر الماضي، و2 و6 أكتوبر الماضي، و3 و6 نونبر الجاري. كما احتضنت مدينة طنجة بين 23 و28 نونبر الجاري، أشغال الاجتماع التشاوري لمجلس النواب الليبي، بحضور أكثر من 123 نائبة ونائبا، يمثلون مختلف الأطياف السياسية والمناطق الليبية، شرقا وغربا وجنوبا، وتمكنوا من التوافق على سبع نقاط تمهد لإنهاء حالة الانقسام السياسي والتشريعي. وشدد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على ضرورة وضع حد نهائي للانقسامات الداخلية ورفع التحديات المتعلقة بالاستحقاقات السياسية القادمة، وذلك "استجابة لتطلعات الشعب الليبي نحو التوصل لتفاهمات وخارطة طريق شاملة وموحدة لتسوية نهائية للأزمة الليبية بإرادة ليبية ومظلة الأممالمتحدة". وأضاف بوريطة، في اجتماع مجلس النواب الليبي بطنجة، أن "تعميق التشاور والحوار الليبي-الليبي هو الطريق الأنجع لتحقيق تطلعات الشعب الليبي إلى الاستقرار والتنمية، والسبيل الأمثل لمواجهة التحديات الأمنية والتصدي للظواهر السلبية التي رافقت علاج الأزمة الليبية".