يعيش أعضاء حزب العدالة والتنمية على مستوى الدارالبيضاء خلافات حادة في ما بينهم، تنذر بحدوث صدامات بين "الإخوان"، قد تدفع بالبعض منهم إلى الاستقالة أو الرحيل صوب أحزاب أخرى مع الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وفِي وقت كان الخلاف بين قيادات الحزب الذي يسير مجلس الدارالبيضاء يجري في صمت، خرج إلى العلن، وصار حديث الأعضاء على مستوى عدة مقاطعات، قبل أن ينتقل إلى "الفضاء الأزرق". وطفا على السطح على مستوى عمالة عين الشق، التي يرأس مقاطعتها عبد المالك لكحيلي، الذي يعد من صقور "البيجيدي" على مستوى الدارالبيضاء، خلاف بين هذا الأخير والبرلماني عبد اللطيف الناصري، الذي يشغل نائبا له بالمجلس الجماعي. ورغم التدخلات التي قامت بها الكتابة الإقليمية للحزب، وكذا تدخل مصطفى الرميد، عضو أمانته العامة، من أجل رأب الصدع بين القياديين، إلا أنها باءت بالفشل، ليستمر الصراع بين "الأخوين" بشكل صامت قبل أن يتحول إلى عداء معلن. واضطر البرلماني عبد اللطيف الناصري، الذي يشغل نائبا للرئيس عبد المالك لكحيلي، إلى تقديم استقالته في أبريل سنة 2019، غير أن تدخلات تمت قصد التراجع عنها، ليعود في أبريل الماضي ويعلن الاستقالة بشكل نهائي، واضعا نهاية لتواجده بجوار إخوته من "البيجيدي" في تدبير الشأن المحلي. ولعل الخلاف بين قيادات الحزب لم يعد بالإمكان وضع حد له، وهو ما عبر عنه البرلماني الناصري في "تدوينة" له بصفحته الرسمية على "فيسبوك"، حيث تحدث عن كون التغيير الذي كان يأمله بعد تراجعه عن استقالته الأولى "لم يحدث"، وفق تعبيره، مضيفا: "بل إن الوضع تعقد وساء أكثر بممارسات قبيحة لا أريد التفصيل فيها الآن، ومنها على سبيل المثال لا الحصر سحب التفويض في نفس تاريخ التراجع، وقطع الكهرباء والماء عن الملعب البلدي سيدي معروف، وتوظيف دورات المجلس لتصفية الحسابات". وينتظر بعد هذه الخلافات الدائرة بين القياديين في "حزب المصباح" أن يقدم الناصري على وضع استقالته من العدالة والتنمية ويرحل صوب التجمع الوطني للأحرار (رمز الحمامة)، الذي يقوده بعين الشق شفيق بنكيران، عضو المكتب السياسي.