أظهرت نتائج استطلاع حديث أجرته جريدة "إسبانيول" واسعة الانتشار أنّ "83% من الإسبان يقرّون بأنّ المغرب يلعبُ ورقة الهجرة السّرية في علاقته بمدريد، لا سيما خلال الفترة الأخيرة"، مبرزة أنّ "المغرب يتصرّف بطريقة عدائية وهو شريك في الآن ذاته في قضايا الهجرة". الاستطلاع، الذي ظهرت على صحيفة "إسبانيول"، كشف أنّ "الغالبية العظمى من الإسبان يعتبرون أن المغرب يتصرف بطريقة عدائية وهو شريك (استراتيجي) في مسائل الهجرة التي طغت على جزر الكناري هذه الأيام؛ حيث عبّر 83.1٪ من المواطنين عن أن دور المغرب ثابت في موجة القوارب". وأكد استطلاع "SocioMétrica" الخاص بجريدة "EL ESPAÑOL" وجود اختلافات طفيفة بين المواطنين الذين اختاروا أحزاب اليسار والمواطنين الذين صوتوا لليمين في الانتخابات الأخيرة، سواء كانت وطنية أو محلية، في تقييمهم للعلاقات بين مدريد والرّباط، بينما يعتقد 5.7٪ فقط أن المغرب يتعاون مع إسبانيا بطريقة ودية. وأشارت خلاصات الاستطلاع إلى أنّ المغرب يمثّل إحدى المحطات الأخيرة للمهاجرين القادمين من جميع أنحاء القارة الأفريقية قبل القفز إلى أوروبا بحثًا عن فرص أفضل. والأكثر من ذلك الآن، أن طرق البحر الأبيض المتوسط التي بدأت من تركيا وليبيا والجزائر إما تم إغلاقها أو السيطرة عليها بشكل كامل في العام الماضي. وقال الاستطلاع لإنّ "91.3٪ من المتعاطفين مع الحزب الشّعبي و96.3٪ من مؤيدي Vox و80.7٪ من Ciudadanos يتهمون المغرب بالعداء. على العكس من ذلك، فإن 3.3٪ من الجمهوريين و1.9٪ من المحافظين المتطرفين و4.4٪ من الليبراليين، كشفوا عن تعاون الرباط مع مدريد". وتقليديًا، تشدّد الصّحيفة الإسبانية، "وظّف المغرب سياسة الهجرة كوسيلة للضغط على إسبانيا لفرض مواقفه أو تحويل انتباه مواطنيها في حالات المشاكل الداخلية إلى منافس أجنبي". وتضغط الحكومة المغربية على إسبانيا من أجل تمكينها من الأموال لتجهيز قواتها الأمنية. وضمن حزب "بوديموس" اليساري الذي له مواقف معادية من قضية الصّحراء، قال 72.2٪ من مؤيديه والمتعاطفين معه إن العلاقات بين المغرب وإسبانيا "عدائية"، ورأى 10.7٪ فقط أن المغرب صديق. وشهدت سواحل الأقاليم الجنوبية في الفترة الأخيرة ارتفاعا لافتا في ظاهرة الهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى سواحل موريتانيا والسنغال، وهو ما قاد وزير الداخلية الإسباني إلى الرباط من أجل تكثيف التعاون مع المغرب لإيجاد حلول لهذا المنفذ الجديد. وأكدت مدريد على لسان وزير داخليتها أن التنسيق بين بلاده والمغرب يوجد حاليا "في أفضل حالاته"، مشددا على أن التنسيق والتعاون بين وزارتي الداخلية بالبلدين "يتسم بالثقة المتبادلة" ويشمل مجالات عدة، خاصة محاربة الإرهاب والهجرة السرية والجريمة المنظمة. وأشار الوزير الإسباني خلال زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى الرّباط إلى الوضع الحالي في جزر الكناري التي تشهد وصولا للمهاجرين السريين، مبرزا أن الطرفين حددا خلال اجتماعهما إجراءات مختلفة لمواصلة العمل على محاربة الهجرة السرية والمنظمات الإجرامية. وذكر الوزير أن هذه الإجراءات تأتي في إطار التعامل مع الوضع الجديد، لا سيما في ما يتعلق بطريق ساحل المحيط الأطلسي، مضيفا أن البلدين حققا نجاحا مهما في محاربة الهجرة السرية والمنظمات الإجرامية.